أجزم أن الكل من المواطنين، على مختلف المستويات.. كانوا عبر كل السنوات التي نقطعها مسافة زمنية للوصول إلى هذه النتائج في هذه القمة الرائعة.. في حالة احتفاء ببريق حلم أصبح واقعاً وحقيقية.. لقد كانت المجتمعات الخليجية ومعها حكوماتها عبر سنواتها الماضية تتجه إلى التقارب في توفير ما يشبه المجتمع الواحد، وكان الوصول إلى اتحاد خليجي أمنية حالمة في الماضي لكن في السنوات الأخيرة لم يعد حلماً وإنما أصبح ضرورة لا توجد بوجهها أي مبررات رفض على كل المستويات.. أتى الاجتماع الأخير وكأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - الرجل التاريخي في سجلات تطور بلادنا ومجتمعنا والحضور العقلاني المتميز الذي أخذنا هنا في السعودية إلى مواقع الحضور الدولي علمياً وتعليمياً واقتصادياً - أتى الاجتماع الأخير وكأن الملك عبدالله في خطابه الافتتاحي يأخذ بملايين الأيدي مشيراً إلى ما تحلم به العقول وما تحتمه ضرورات الواقع، مؤكداً وجود حقائق ضرورات الوصول إلى «اتحاد» بعد أن أدى «التعاون» مهمته.. والملك عبدالله - حفظه الله - هو رجل تاريخ.. في أرضنا، في مفاهيم مواطنينا، في مشاوير تطوير تعليم شبابنا نجده دائماً رجل الوصول بنا إلى كل تفوق.. وعلى مستوى الخليج فعملياً شاهدنا قريباً.. وقبل ما هو قريب.. كيف أن التقارب الأمني والقدرة العسكرية قد ألزمتا المعتدي على فهم تدني كفاءته، وأن ما يستخدمه كتغرير بمواطنيه هو غير ما يوجهه الأوفياء لبلادهم من حصانة حماية وتطوير.. المجتمع الخليجي في أي مسافة من أبعاد تكوينه الجغرافي لن يتجه إلى الاتحاد وهو يسعى إلى تحضير مواجهات أمنية وعسكرية مثلما يحدث في دول أخرى، ولكنه يأخذ هذا الاتجاه وهو طريق تكامل كل تماثل مشترك في قدرات الاقتصاد والتقارب السكاني وتجانس الكفاءات، بل ربما يمتد هذا الاتحاد فيحتوي بالرعاية والمواطنة بعض شعوب مجاورة.. لقد تحدث العرب كثيراً عن الوحدة العربية، وكان ذلك يتم ببريق لغة إعلام سياسي، أما الحكومات الخليجية ومعها شعوبها فإن الوصول إلى الاتحاد المطلوب إنما يتم عبر مسالك اجتماعية واقتصادية وسكانية وحتى مساحية جميعها متقاربة ومتماثلة..