تشرفت يوم أمس ويوم أمس الأول.. بالاشتراك مع عدد من المفكرين والكتّاب الخليجيين والعرب عبر مواقع تلفزيونية إعلامية.. ولم يكن هناك مَنْ هو مختلف مع المطلب الاتحادي أو معارض له.. ما كان يطرح هو وجهات نظر بالتأكيد أنها جميعها تريد اتحاداً متكامل القدرات ومتماثل المستويات.. حتى المواطنون يريدون ذلك، لكن نحن أمام ظروف عربية ودولية مختلفة لا تسمح بالتأجيل.. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ أن عدم وجود التماثل الدقيق بين الدول الخليجية من شأنه أن يعطل قدراتها في تجاوز ما يحيط بها من مخاوف.. وأهم من ذلك كله، وهو ما ليس يتوفر في أي تقارب جغرافي عربي، أن نوعيات التقارب الخليجي إيجابية وعديدة التماثل والقدرات.. هناك تداخل النوعية السكانية.. تقارب المستويات الاقتصادية.. مستويات التعليم.. مستويات التقدم الاجتماعي.. تماثل نوعيات العلاقات الخليجية الدولية التي نجد أنها تتّجه نحو الغرب في تعامل ليس بالجديد، بل عندما كانت محاولات اليسار المتطرف - منذ خمسين عاماً تقريباً - تحاول أن تعبث بوحدة المجتمعات العربية كانت الدول الخليجية أكثر تحفظاً وأكثر رفضاً لتلك التجاوزات، وليس حجة أن يأتي من يقول إن هناك اختلاف مستويات في التعامل مع مظاهر التحديث أولاً لأن الجميع يتّجه إلى ذلك، وثانياً لأن هذا الاعتبار لم يعطل وجود الاتحاد الأوروبي الذي قارب بين دول قديمة الحضور حضارياً ونظامياً وأخرى حديثة أرادت أن تستفيد من دول التجارب الناجحة بالحضور في مسار واحد.. ونحن نلاحظ أن التقارب الخليجي اجتماعياً لم يتم بمغريات خاصة ولا بقرارات رسمية، ولكنه حدث اجتماعياً عبر تفاهم مشترك وتبادل مصالح مشتركة.. نأتي إلى ناحية أخرى مهمة جداً وهي نوعية الظروف القائمة حالياً.. أوسطياً ودولياً.. حيث نجد أنه إذا كان غرب العالم العربي ووسطه يعانيان من تدافع تطوير إسرائيل لمخاطرها.. وهو تدافع ليس بالجديد.. لكن نجد أن دول الخليج قريبة من مواقع مخاطر مستقبلها، ويكفي ما نلمسه من محاولات تحريك لشغب وانقسام إذا أمكن داخل بعض الدول الخليجية.. هي مخاطر لا تتصرف بحذر وإنما هي تحاول فرض وجودها، ولها أساليب ليس من الأفضل أن نتحدث عنها الآن.. لا نريد أن ندخل في أي دائرة عداوات، لكن نريد أن نبقى في جوار متماثل تتوفر كفاءات الأمن والقدرات العسكرية والاقتصادية والتعليمية داخل اتحاد خليجي لن يتنازل فيه أي طرف عن حقائق سماته الخاصة، لكنه سيكون أكثر قدرة وأماناً في هذا الارتباط الموضوعي الجزيل المبررات..