ليس المغري بوجود الاتحاد الخليجي هو حقيقة توفّر الأمن وردع المخاطر وصرف توجّهات التدخل الخارجية إلى حيث تجد لها منافذ خارج المجموع الخليجي.. وليس المغري أيضاً توقّع قابلية مَنْ هم في صدارة الحكم بالوصول إلى اقتراب أكثر بين وجهات النظر وأفكار التقارب ومسالك تعدّدات التعاون.. فهذا واقع معروف.. ولا هو يأتي كرد فعل لما هي عليه أوضاع العرب من حرارة صيف ساخن يرجى - إن شاء الله - أن تخرج منه إلى ربيع اعتدال.. ولا هو حلم تحيط به صعوبات التطبيق بفعل مؤثرات انشقاق سكانية أو تباعد مساحات جغرافية، أو أن يأتي الاتحاد كي يحسب إنجاز بطولة شخصية مثلما كان الثوريون الجمهوريون ينادون بالوحدة العربية وهم أخطر مَنْ عطّل مساعي الوصول إليها، حيث كانت حدة العداوات العربية أكثر صعوبة مما كان عليه الحال مع إسرائيل.. الواقع الخليجي سكانياً واقتصادياً وجغرافياً وتقنياً جميعه يفتح بوابات دخول إلى هذا الاتحاد الذي هو ضرورة وطنية وضرورة اجتماعية تم تأجيلها لسنوات طويلة تمدّد بها التعاون أكثر مما كان مفترضاً له أن يكون خطوات وصول إلى الاتحاد.. نعرف أن كل مساحات العالم العربي لا توجد بها مبررات التقارب والتمازج مثلما هو الحال في الواقع الخليجي الذي قطع مسافات جيدة في علاقات شعوبه مع بعضها، وسجّلت دوله أيضاً تقدماً في مستويات الاقتصاد والمعيشة والتعليم وتقنيات التطوير؛ الأمر الذي يجعل المصلحة العامة المشتركة هي سائد تحريك إيجابيات العلاقات وليس تميّز دولة أو أكثر على زمالات أخرى.. حتى ولو اتخذت إجراءات الاتحاد المطلوبة زمن إعداد فيجب أن يكون عبر زمن ليس بالطويل، وإذا كانت هناك حقائق اختلاف بعض أوضاع في دولتين أو أكثر عن المجموع فإن ذلك لن يعني القبول به كمبرّر تعطيل، حيث إن هدف الاتحاد الأول هو توفّر جماعية أمن وكفاءة عسكرية وقدرات اقتصاد وثقافة.. لن أقول إن دول الخليج هي الأقرب إلى بعضها بالنسبة للعالم العربي فقط، لكن لا أتردد في التأكيد أن المجموع الخليجي هو الأكثر تقارباً في كثير من جغرافيات الجوار في دول العالم.. هذه حقيقة.. ثم إن الأنظمة القائمة ليست طارئة تحتاج إلى تأهيل، لكنها أكثر الأنظمة العربية تعاوناً وتبادل احترام.. إذاً لا صعوبة في اتحاد هو مطلب وطني..