حفظ الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم منذ نزوله إلى يوم الدين ، ولقد أعلى الله سبحانه منزلة القرآن ، وخصه بأسماء تليق بهذه المكانة والمنزلة ، فقد سماه الله بالقرآن ، ووصفه الله سبحانه وتعالى بأوصاف منها : الفرقان ، والعظيم ، والعزيز ، والحكيم ، والروح ، والكريم ، والنور ، والهدى ، والتذكرة ، والذكرى ، والرحمة، والشفاء، والمبين ، والذكر الحكيم ، والصراط المستقيم ، والحق اليقين ، والقصص الحق، والموعظة الحسنة، والآيات البينات، والبينة، وحبل الله، وصراط الله، وغيرها من الأسماء . وإذا كان لهذا الكتاب الكريم منزلته العالية ، وصفاته الجليلة ، فإن لحفظته وقارئيه الفضل ، والشرف ، والأجر ، والمثوبة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم:(لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل ..) الحديث ، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :(خيركم من تعلم القرآن وعلمه) . ولا يعرف الفضل لأهل الشرف والفضل إلا أهل الفضل ، ولقد أكرم سلفنا الصالح حملة كتاب الله ، وحفظته ، وأنزلوهم منزلتهم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أقر عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمال مولى من الموالي في الإمارة . وما مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، التي نعيش أجواءها الإيمانية هذه الأيام ، إلا امتداد لما يجب أن يحظى به أهل القرآن من العناية ، والتكريم ، والتقدير .. والمملكة العربية السعودية دأبت على خدمة القرآن الكريم ، والعناية به .. وهي إحدى الهدايا التي تقدمها المملكة العربية السعودية لأبناء الأمة من الناشئة ، وهي ترجمة حقيقية للاهتمام المتواصل ، والدعم السخي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للقرآن الكريم ، وأهله .. وما هذه المسابقة إلا أنموذج لاهتمامات أخرى تصب في خدمة القرآن ، وأهله ، والعناية بهم ، وقبل هذا فقد جُعِلَ القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، دستوراً لهذه البلاد . فهنيئاً لكم يا أهل القرآن بهذه العناية ، وهنيئاً لبلادنا عنايتها بالقرآن الكريم . _______________________________ alomari 1420 @ yahoo . com سلمان العُمري