الحمد لله رب العالمين، الذي أنعم علينا بالإيمان والإسلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور (نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين، أما بعد: فأحمد الله أولاً على شفاء قائدنا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي من الله عليه بتمامه، وأكرمه بإذنه بالأجر لما أصابه، وحفظه الله بالعافية وجزاه الله خير الجزاء على ما قدم ويقدم تجاه بلاده وأمته، ومن ذلك مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تدخل الآن في عامها الرابع والثلاثين ويشارك فيها 164 متسابقاً من أكثر من 53 دولة، ومثل هذه المسابقات تذكر بالقرآن وهو لم ينس بحمد الله، فهو مصدر هداية ومنهج حياة للعالمين، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وقوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )، وقوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). وإذا كان لهذا الكتاب الكريم منزلته العالية وصفاته الجلية، فإن لحفظته وقارئيه الفضل والشرف والأجر والمثوبة، كما قال صلى الله عليه سلم: (لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل ...). وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وقال ابن مسعود رضي الله عنه (من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله) وهذه بعض أدلة فضل القرآن وحفظه. إن مثل هذه المسابقات المباركة تشجع النشء على حفظ القرآن الكريم، وتغرس فيهم الخير والعطاء، ليكونوا بذرة طيبة في مجتمعهم فيقوموا بواجبهم تجاه دينهم ووطنهم، ويكونوا قدوة يقتدى بهم، في تخلقهم بأخلاق القرآن، وتأدبهم بآدابه، وإتباع منهجه الحق الذي يقرب إلى الله تعالى. لقد حرصت المملكة العربية السعودية بصفتها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة ومهوى أفئدة المسلمين على هذا المسابقات، وأولتها عناية ورعاية وسخرت جميع إمكاناتها المادية والمعنوية في سبيل خدمتها بطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه ونشره، وعنيت بتعليمه بمدارس تحفيظ القرآن الكريم وجمعياتها، وبالكليات المتخصصة، وتتشرف هذه الوزارة بالإشراف على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وتنظيم المسابقات القرآنية العديدة، المحلية والدولية، واستضافة المتسابقين، ورصد المكافآت القيمة لهم من أجل حث أبناء المسلمين على حفظ كتاب الله عز وجل وترتيله وتجويده وتفسيره، وإذكاء روح التنافس بينهم، وغرس محبة القرآن في قلوبهم وإكسابهم حصانة إيمانية قوية أمام ضغوط الحياة المعاصرة وما يصاحبها من فتن ومغريات وشبهات وشهوات، وذلك لتكوين جيل مسلم معتز بدينه، مرجعيته القرآن وهو دستوره الأعظم، ومن أراد الاستزادة فموقع المسابقة على شبكة المعلومات العالمية الإنترنت يعرف المتصفح مقتطفات متنوعة من هذه الأعمال الجلية للمنافسات الخيرة على حفظ كتاب الله الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره. وختاماً أسأل الله تعالى أن يبارك في جهود الجميع بهذه المسابقة وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله خير الجزاء على ما يقدمانه من دعم مادي ومعنوي وما تحظى به من اهتمام ومتابعة من لدن معالي الوزير ومن مسؤولي الوزارة والدعاء مبذول لإنجاح هذه المسابقة، وأن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته، إنه سميع مجيب. * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون المساجد