عمّت الاحتفالات طيلة ساعات الليلة قبل الماضية، مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، ابتهاجاً بتحرير 550 أسيراً، ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" والعدو الاسرائيلي مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير غلعاد شاليط. وتعمدت سلطات الاحتلال تأخير عملية الافراج عن المشمولين في هذه المرحلة حتى نحو العاشرة ليلا ( الحادية عشرة بتوقيت الرياض)، في محاولة للحد من مظاهر الابتهاج بتحرير هذه الدفعة من الأسرى والتأثير على معنوياتهم وآلاف المواطنين المحتشدين بانتظارهم على مقربة من سجن "عوفر" غرب رام الله، ومعبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة. وقد أثار هذا الاجراء الاسرائيلي سخط جموع المواطنين المحتشدين في البرد في محيط سجن "عوفر"، ما دفع بعشرات الشبان الى رشق السجن بالحجارة، فردت قوات الاحتلال باطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز وأصابت نحو 30 مواطناً بينهم نساء واطفال. وشملت المرحلة الثانية من صفقة التبادل 550 أسيراً، بينهم 41 أسيراً من قطاع غزة، وست أسيرات، وأسيران أردنيان، وآخران مقدسيان احدهما صلاح الحموري، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، فيما جرى ابعاد أحد المحررين الى الاردن. وفور الافراج عنهم توجه مئات الاسرى المحررين الى مقر المقاطعة برام الله، حيث قصدوا ضريح رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، فيما كان في استقبالهم آلاف المواطنين وجمع من المسؤولين في السلطة الفلسطينية على رأسهم أمين عام رئاسة السلطة الطيب عبدالرحيم ممثلا لرئيس السلطة المتواجد بالخارج، اضافة الى قيادات في حركة "حماس" في مقدمتهم رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك، وممثلون عن باقي الفصائل. استقبال الأبطال في رام الله لأسرى الحرية. (أ.ب) من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس ان معظم الأسرى المفرج عنهم إما شارفت محكومياتهم على الانتهاء، أو أنهوا أكثر من ثلثي المدة، فيما لم تشمل أسرى من ذوي المحكومات العالية والمؤبدة. وأخذ فارس على الصفقة انه تم بقبول مبدأ إبعاد الأسرى إلى الخارج، كما انها تجاوزت بعض الأسيرات التي أعلنت حركة "حماس" عن أنها ستشملهن جميعا، إضافة إلى تجاوز بعض رموز المقاومة. واشار نادي الأسير أن سبع أسيرات بقين في السجن في مقدمتهن: لينا جربوني المحكومة بالسجن 17 عاما ومعتقلة منذ 2002. وأشار مصدر في وزارة شؤون الاسرى إلى أن أكبر فترة محكومية أمضاها اسير من بين المفرج عنهم هي 10 سنوات، والأعلى حكما بينهم 18 عاما. وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية ردت في وقت سابق التماسا رفعته ما تسمى منظمة "الماغور" لمن يسمون "متضررو الارهاب الفلسطيني"، وذلك لمنع الافراج عن الاسرى. يذكر ان المرحلة الاولى من صفقة تبادل الاسرى نفذت في 18 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، وشملت تحرير 477 أسيراً معظمهم من أصحاب الاحكام العالية والمؤبدات، ومن بينهم 27 أسيرة، وقد جرى ابعاد العديد منهم اما الى قطاع غزة او الى الاردن وتركيا وقطر وسورية. وفي احتفال حاشد اقيم في مقر المقاطعة برام الله، خاطب امين عام الرئاسة الطيب عبدالرحيم الاسرى المحررين قائلا "لقد أثبتم دائماً أنكم كنتم أقوى من السجان ومحاولات كسر الإرادة، وفلسطين كلها تفتح ذراعيها لمعانقتكم، فهنيئاً لنا ولكم ولعائلاتكم ولكل شعبكم." أسير يقبل يد أمه لدى وصوله الى رام الله. (إ.ب.أ) واضاف "كنا نعيش معاناتكم يوماً بيوم وشعبكم دائماً كان معكم وكنا ننقل قضية أسرانا جميعهم إلى كل محفل عربي ودولي، وكنا نعي وندرك أبعاد طرح هذه القضية في الأممالمتحدة." وتابع "عهدنا أن نبذل كل جهد من أجل إطلاق سراح كل الأحبة المعتقلين، خاصة القدامى والأطفال والمرضى والقادة وأعضاء المجلس التشريعي وباقي الأخوات." بدوره، هنأ عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الاسرى بعودتهم الى اهاليهم، واكد على ضرورة اطلاق كافة الاسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال. عناق مؤثر بين أم وابنها الأسير . (رويترز)