تلقيت خبر تعيين سيدي صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء بفخر وسرور عظيم جاء متوافقاً مع فرح المواطنين والمقيمين والذي اتضح بجلاء في كثرة المهنئين في الديوان الملكي وإمارات المناطق في مختلف مناطق المملكة عدا عن إعلانات التهاني والتي امتلأت بها الصحف والمجلات وشارك فيها اغلب المواطنين، حيث كانت وقفة الشعب السعودي واتحاده ومحبته لقادته مثار اهتمام الكثير من المحللين والمراقبين السياسيين الذين فاجأهم اجتماع الشعب على قلب قادتهم بعيداً عن ثورات الميادين والشعارات الجوفاء. عندما نتحدث عن قائد بقامة الامير نايف فنحن نتحدث عن قائد استثنائي بكل المقاييس، لقد نجح سموه بتميز في التصدي للفئة الضالة التي عكرت صفو هذا الوطن لفترة بسيطة، حتى لقد أصبحت خبرات سموه منارة أمنية يسعى وراءها كبريات الدول المتقدمة للاستفادة من حنكة وإدارة الامير نايف لملف الإرهاب الأمني. وعندما نتطلع حولنا ونرى الثورات العربية تأكل نفسها ونحن ننظر بحبور ورضا إلى ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من أمن وأمان واستقرار، ندرك حينها ان وقوفنا على ارض صلبة في محيط عربي ثائر وملتهب بالثورات يجاورنا من ثلاثة جهات جغرافية يرجع – بعد الله – إلى الرؤية الأمنية الواسعة لمفهوم الأمن لدى الامير نايف والذي يرى فيه بأن الأمن والاقتصاد وشؤون الحكم كل لا يتجزأ من هذا الكيان السعودي الكبير. على ان جهود سموه لا تقتصر على الناحية الأمنية البحتة وإنما تتجاوزها إلى المفهوم الواسع للتنمية وخصوصاً دعم توطين الوظائف (السعودة) حيث رهن الأمير نايف نفسه لخدمة قضية (البطالة) حيث لم تشغله المهام السياسية والأمنية عن هذا الملف الشائك حيث أدرك بنظرته الثاقبة وبصيرته المتقدة بأن تنمية الموارد البشرية المحلية هي القلب النابض للاقتصاد والدولة حيث لا استقرار امني لا يقوم على التنمية الاجتماعية ، ولقد أصدر سموه من خلال ترؤسه لمجلس القوى العاملة العديد من القرارات الداعمة لتوطين الوظائف ومنها القرار رقم (50) المتضمن سعودة الوظائف وتخصيص بعض الأنشطة الاقتصادية والوظيفية للسعوديين في إطار اهتمام مباشر من الامير نايف بالمواطنين من اجل تحقيق أحلامهم ومتطلباتهم وإتاحة الفرص الوظيفية لهم، كما أصدر سموه قراراً يقضي بتحديد سقف للعمالة الوافدة ومرافقيها في المملكة بنسبة لا تتجاوز ال 20 بالمائة من إجمالي السكان السعوديين. لقد استشرف الامير نايف المستقبل من خلال رؤيته المستقبلية في قضية توطين الوظائف وإزالة عوائق البطالة والقضاء عليها من خلال أساليب وإجراءات فاعلة كامن من أهمها دوره الحيوي في تأسيس (صندوق تنمية الموارد البشرية) والذي يهدف إلى دعم إحلال القوى العاملة الوطنية وتوظيفها في القطاع الخاص عن طريق تقديم الإعانات للمؤسسات والشركات من اجل تأهيل وتدريب وتوظيف القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص. ولقد بذل الامير نايف من وقته الشيء الكثير في دفع عملية توطين الوظائف (السعودة ) إلى الإمام ولقد تجلى اهتمامه في (جائزة الامير نايف للسعودة) والتي كان لها أكبر الأثر في تشجيع رجال الأعمال من أجل مشاركة الدولة في تنفيذ سياساتها الإستراتجية للتوظيف. ان المتابع لجهود الامير نايف وتشريفه (يوم المهنة) لا يلبث ان يدرك بأن اهتمام سموه العالي جاء من شغف واهتمام شديد برفاهية الوطن والمواطن، إذ هو منارة التوظيف وحامل شعلتها والساعي عليها بلا كلل ولا ملل. وكما بدأت بكلمة لسيدي الامير نايف فإنني اختم بكلمه له – حفظه الله – في حفل تسليم جوائز سموه للسعودة ألقاها بالنيابة عنه معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه قال فيها سموه " لا شك إننا نشكر الأشقاء والأصدقاء الذين جاؤوا من كل مكان ليسهموا معنا في التنمية والنشاط الاقتصادي.. غير ان هذا لن يغير من الحقيقة التي يعرفها الجميع وهي ان الأولوية في كل دول العالم إنما هي للمواطن قبل غيره، ولذلك فإنني أهيب بالجميع في القطاع الخاص في وطننا الغالي ان يعملوا ما في وسعهم لفتح الآفاق الرحبة لتوظيف السعوديين والسعوديات والتوسع في ذلك .. وكما تعلمون بأن الأوطان في الحقيقة لا تبنى الا بسواعد أبنائها " أخيراً وليس آخرا، سيدي الامير نايف بن عبدالعزيز رجل الدولة القوي الأمين .. شكراً ، ولكم منا السمع والطاعة على المنشط والمكره. * نائب رئيس لجنة مكاتب التوظيف الأهلية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض