فجر الزميل الكاتب فهد عامر الأحمدي مفاجأة من العيار الثقيل بحضور عدد كبير من أساتذة وطلبة جامعة الملك سعود بالرياض وذلك بإعلانه الاختلاف مع الأكاديميين في تنظيرهم عن كتابة المقال وأسسه وشروطه ووجوب نهج كاتب المقال هذا الأسلوب الأكاديمي حتى تكتمل محاور مقالته.. مرجعا اختلافه معهم إلى واقع تجربته في كتابة المقال من خلال جريدة "الرياض" وما تحويه مكتبته من مقالات تنتظر النشر، والتي بلغت 7000 مقال، مما يعادل حجم 7 كتب. واضاف الأحمدي في هذا السياق أن الكتابة في نظره إبداع يكسر جميع القواعد الأكاديمية من ناحية إيجابية، لكي يخرج القارئ بشيء جديد ومفيد، وليس من أجل الاستعراض.. مشيرا إلى أن الكتابة في نظره تنتمي إلى عدة مدارس، إذ تتحول كل مدرسة منها إلى وسيلة لإيصال الفكرة، بعيدا عن الأساليب الاستعراضية.. مؤكدا على أن كتابته أبعد ما تكون عن الأساليب التنظيرية.. جاء ذلك خلال الأصبوحة التي قدمها الزميل الأحمدي في كلية التربية، والتي قدمها الدكتور فهد السنيدي، بحضور عميد الكلية الدكتور عبد الله العجاجي وجمع من الأكاديميين وطلاب الكلية. متى ما انعدمت الفكرة فلن تكون الكتابة سوى ضرب من الاستعرض وفي سياق الحديث عن تجربة الأحمدي الكتابية أكد على أن المقال يشبه الفيلم والذي يحتاج الى قوة في مضمونه وجودة خاتمته، مع الأخذ بعين الاعتبار للمحاذير كون الكتابة تكشفه، مبها إلى ما يتطلبه ذلك من الكاتب من الشجاعة والحذر.. ممثلا على هذه التجربة من خلال كتابته في جريدة الرياض، إذ أن هناك 2000000 زائر يوميا و250000 قارئ. وأضاف المحاضر بأن الكتابة وسيلة تعبيرية لنقل الفكرة، وأنه متى ما عدم الكاتب الفكرة فإنه لا داعي للاستعراض.. مؤكدا على أنه قبل أن نفكر بكيفية كتابة المقال، علينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي لدينا لنقدمه للناس وتخبرهم به ؟ لكون قوة المقال من قوة الفكرة، وما تبقى مجرد ديكور.. مشيرا إلى أن هيكلة المقال بشكل عام تتكون من خمسة عناصر رئيسية هي: العنوان؛ والمقدمة؛ والموضوع؛ والخاتمة؛ والقفلة النهائية. واختتم الأحمد محاضرته مؤكدا على أهمية الابتعاد عن العناوين التقليدية والمملة، والاهتمام والتركيز على العناوين الجذابة وغير التقليدية.. معللا عدم اهتمامه بالتأليف لعدم حب العرب لقراءة الكتب مقارنة بالغرب.. مما جعل الكتب متكدسة في المكتبات.. مشيدا بالتعامل الرائع من قبل رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري الذي جعل من جريدة الرياض الوسيلة الإعلامية الحصرية لمقالاته.