لم يكن الحادث المروع الذي راح ضحيته عشر معلمات مع سائقي السيارتين بمنطقة حائل رحمهم الله هو الوحيد الذي نقلته الصحف مؤخراً لنا فعلى مدار العام لا تخلو الصحف من حوادث مروعة وأشدها أثراً ما يكون لمعلمات أو لعائلات كاملة تسيل دماؤها الطاهرة على الطرق البرية. وعندما توجه أصابع الاتهام تكون مركزة عادة على (وزارة التربية والتعليم) لكونها مسؤولة عن تغطية الاحتياج بالقرى والهجر بالتعيينات ولتكون كل مدرسة متكاملة من حيث الكادر التعليمي فهي بذلك تشكر على ما تقدم لبنات الوطن بالقرى البعيدة ولو أنها وضعت مع تلك التعيينات عناصر جذب وشرط إجباري لما وجدنا أثرها السلبي قبل الإيجابي على تلك المعلمة المسكينة فلو وجدت ما يغريها بالإقامة والتوطين لعدة سنوات مع أسرتها ثم الوعد بنقلها لتحل أخرى مكانها بنظام وتوفير البديل لرب الأسرة بالعمل بأقرب مكان لمقر زوجته كمصنع أو مستشفى أو تفريغه براتب يعينه على الحياة لشعرت بالأمان واستقرت.ليس هذا فحسب بل تخفيفا للزحام عن المدن واستغلال لتلك المناطق والمساحات الشاسعة فالجميع يتجه للمدن لأنها المقر الوحيد للوزارات والجامعات والكليات والمستشفيات وووالخ.. مما جعل مدينة كالرياض أشبه بخلية نحل لا تخلو من حوادث وزحام وقتل للوقت والجهد .فتكون مع أطفالها بمكان وزوجها بمكان والسبب ذلك العمل. أو يضيع راتبها مابين سائق السيارة وخصومات الغياب. وعندما قامت الوزارة بالتعيين لحاجة المعلمة الملحة ماديا ونفسيا منهن ما اختارت الإقامة ومنهن ما تتردد عبر الطرق البرية ومع كثرة الحوادث تلقى باللائمة الأولى على وزارة التربية لأنها السبب وتنسى جهات أخرى ساهمت بل وتسببت بتلك الكوارث والحوادث المميتة سواء لمعلمات أو غير معلمات فأين صيانة الطرق المتهالكة الضيقة ومن المسؤول عن إنشائها بهذا المستوى الردئ والشاهد على ذلك ( طريق ديراب الجديد جنوبالرياض حيث تم تدميره قبل تدشينه). لسبب بسيط فقد افتتحته الشاحنات قبل المسؤولين مما بين رداءة الآداء الذي امتد لخمس سنوات مضنية. وتلك الطرق البرية قد تم نسيانها ولم تعرف الصيانة والحفر بكل جوانبها وبوسطها فأية عربة ستستمر بها دون انحراف .وعند حلول القدر وحصول الحوادث أين مراقبة الطرق وسيارات الإسعاف المجهزة بالحال ألا يتوقع مثل تلك الحوادث بأية لحظة. حدث ذلك أمام عيني منذ سنوات عندما سد الطريق بحادث مروع لأسرة كاملة مات أغلب أفرادها بعد نزيف وإصابات خطرة ومنهم من مزقه الحديد وهو يبكي ومنهم أطفال تساقطوا مع الزجاج فاحتضنهم بعض المارة بينهم طفلة ذات فستان وردي لن أنساها ما حييت كانت معنا وتبكي لحين وصول سيارة الإسعاف بصوت واحد وشهقات لا تتوقف ومع التجمهر والاتصالات المستميتة لم يصل الإسعاف إلا بعد وقت طويل امتد لساعة ونصف فكان الجميع يحاول الاتصال ومنهم من يحاول سحب العالقين مع احتمال انفجار السيارة وانبعاث الروائح من داخلها. عندما ينتظر المصاب على تلك الطرق المتهالكة لساعة ونصف وهو عالق بين الحديد يعي ويسمع ماحوله هل نستبعد موته بعد كل ذلك أو نحمل القدر المسؤولية لوحده كل شيء بقضاء وقدر ولكن أصابع الإهمال ذات بصمة واضحة .وإلا لما كان هناك حاجة لأمن طرق ولا سيارات إسعاف ولا مستشفيات ولتركنا السيول تداهم الأحياء وقلنا قضاء وقدر. أين الجهة المسؤولة التي تلزم سيارات النقل اليومية بالصيانة ومراعاة وسائل السلامة أين مراقبة السرعة ياساهر أم أن الأمر لديك لا يتعدى شوارع العليا والتخصصي وأحياء الرياض فلا تقف تلك الكمرات عن التصوير بداع وبدون داع.. ما أروعك عندما تحد من السرعة ولكن من غير المعقول تركك لشوارع تعج بالتفحيط وشوارع ترصد بها المخالفة على ارتفاع السرعة برقم واحد عن المسموح به مع عدم مراعاة لحالة خاصة أو لخطر وعدم توعية. لماذا لا يوضع ساهر خاص مجهزة بسيارات وطائرات إسعاف باستعداد تام لخدمة تلك الطرق التي تحصد آلاف الأرواح كل يوم ليتنبه كل سائق داهمه النعاس أو تساهل بأمر الصيانة. خصوصا مع ازدحامها وقت الذروة فالسكن وسط المدن والعمل خارجها.