تابعت ما نشر عن حوادث المعلمات والطالبات طوال العام في (الجزيرة) والصحف الأخرى وللأسف لم يكن الحادث المروع الذي ذهب ضحيته اثنتي عشرة طالبة جامعية مع السائقين بمنطقة حائل -رحمهم الله- هو الوحيد الذي تناقلته لنا وسائل الإعلام مؤخراً فعلى مدار العام لا تكاد تخلو الصحف من الحوادث اليومية وأشدها ألماً وأثراً عندما يكون لمعلمات أو لطالبات أو لعائلات تسيل دمائها الطاهرة على الطرقات البرية ودائماً وكالعادة تكون أصابع الاتهام تشير إلى وزارة التربية والتعليم لكونها هي المسؤولة عن تغطية الاحتياج في القرى والهجر من أجل أن تكون كل مدرسة متكاملة من حيث الكادر التعليمي فهي تشكر على ذلك على ما تقدمه لبناتنا في تلك المناطق البعيدة فلو أنها وضعت شروطاً إجبارية وجذابة مع كل تعيين يصدر لكل معلمة في القرى والأماكن البعيدة عن مقر إقامتها لما وجدنا أثرها السلبي قبل الإيجابي على تلك المعلمة المسكينة فلو وجدت ما يغريها بالإقامة لعدة سنوات مع أسرتها ثم الوعد بنقلها لتحل أخرى مكانها بنظام وتوفير البديل لرب الأسرة بالعمل بأقرب مكان لمقر زوجته كمستشفى أو مدرسة أو تفريغه براتب يعينه على الحياة لشعرت بالأمان واستقرت ليس هذا فحسب بل تخفيفاً للزحام عن المدن واستغلال لتلك المناطق والمساحات الشاسعة فالجميع يتجه للمدن لأن فيها كل ما يحتاج إليه من الوزارات والجامعات والمرافق الحكومية العامة، مما جعل مدينة الرياض أشبه بخلية النحل لا تخلو دائماً من الحوادث والزحام، فتكون مع أطفالها بمكان وزوجها بمكان آخر والسبب هنا العمل أو يضيع مرتبها ما بين سائق السيارة وخصومات الغياب وكثيراً من المعلمات يلقين باللائمة على وزارة التربية بأنها السبب وتنسى جهات أخرى تسببت بتلك الكوارث والحوادث المميتة للمعلمات أو غير المعلمات فأين صيانة الطرق المتهالكة والضيقة ومن المسؤول عن إنشائها بهذا المستوى الرديء وخاصة الطرق البرية التي تمر بين القرى والهجر قد نسيت ولم تعرف الصيانة منذ إنشائها. أين مراقبة الطرق وإنشائها؟ أين سيارات الإسعاف المجهزة؟ أين كاميرات مراقبة السرعة؟ وأين وأين...إلخ. خالد بن عيد النابي