أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات وقعت امس بين القوات السورية ومنشقين عن الجيش في محافظة إدلب بشمال سورية. وقال المرصد ومقره لندن إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أستخدمت الأسلحة الثقيلة مستهدفة المنازل الخاصة خلال الاشتباكات التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح امس. وفي محافظة درعا بجنوب سورية ، هاجمت مجموعة من المنشقين عن الجيش حافلة تقل قوات أمن حكومية امس مما أدى لإصابة العديد وفقا للمرصد السوري. وكان مراقبون قد حذروا من أن تزايد الاشتباكات بين المنشقين ووحدات الجيش النظامية قد يؤدي بسورية إلى حرب أهلية. ويذكر أن المنشقين عن الجيش قد شكلوا جيش سورية الحرة وقاموا بشن هجمات على أهداف حكومية. وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من 4000 شخص قتلوا في قمع الحكومة للاحتجاجات المطالبة بإقصاء الأسد والتي بدأت في آذار/مارس. وتحمل الحكومة مسؤولية الثورة ضد الأسد لعصابات مسلحة تمولها دول عربية وغربية. وفي تقرير من مدينة انطاكيا التركيا يقول :رفض أيهم كردي أن يفتح النار على المحتجين العزل فأصبح عدوا للحكومة السورية. كان كردي نقيبا بجيش الرئيس السوري بشار الأسد يبلغ من العمر 30 عاما وقد ترك موقعه في يونيو/ حزيران وفر مع عائلته الى تركيا المجاورة. إنه الآن عضو في (الجيش السوري الحر) وهو مجموعة فضفاضة من المنشقين الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد. لجأ آخرون من الجيش السوري الحر لتركيا ايضا وبينهم اكبر قائد للمجموعة ومن هناك يتواصلون وينسقون العمليات مع الوحدات المنشقة داخل سوريا. وقال كردي "رحلت بسبب مذابح المدنيين في سوريا. النظام يقتل ما يصل الى 30 شخصا يوميا في حمص ويرسل الدبابات الى الشوارع." وأصبحت حمص مركزا للاحتجاجات ضد الأسد. تحدث كردي الى رويترز وهو يحتسي القهوة في منزل أحد المهاجرين السوريين بمدينة أنطاكيا بجنوب تركيا وقال إن الجيش السوري الحر يحتاج الى المزيد من الأسلحة والمعدات وإن التدخل الأجنبي ربما يكون لازما حتى لا تنزلق سوريا الى حرب أهلية او صراع طويل. وتابع قائلا "اذا لم يحدث تدخل خارجي ولم يتدخل المجتمع الدولي لمساعدة سوريا فمن غير المرجح أن يتغير الموقف ويمكن أن يستمر النظام لفترة طويلة." وقال كردي "اذا فشلت الدول العربية في وقف حمام الدم فإنه سيكون من الواجب على اوروبا والولايات المتحدة التدخل عسكريا. نفضل الحل الدبلوماسي لكن اذا فشل هذا فستكون هناك حاجة الى التدخل العسكري. قد يكون في صورة فرض حظر جوي او إقامة منطقة عازلة." وعلى غرار أغلبية افراد الجيش السوري ينتمي كردي للطائفة السنية لكن القيادة في أيدي ضباط من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد. ويهيمن العلويون على أجهزة الأمن ويشكلون النخبة الحاكمة في البلاد التي يغلب على سكانها السنة. وقال كردي إن المزيد من الوحدات متوسطة ومنخفضة المستوى تنشق وتنضم للجيش السوري الحر الذي يقول منشقون إن عدد أفراده وصل الى نحو عشرة آلاف فرد. وأضاف "في الأشهر الأولى من الانتفاضة كانت هناك انشقاقات أقل لكن العدد زاد زيادة كبيرة" في الآونة الأخيرة وقال "منذ خمسة ايام بقاعدة عسكرية في درعا دس 20 جنديا منوما للحراس ثم سرقوا كل الأسلحة وفروا." وقال إنه يخشى من أن يكون الأسد يستعد لشن حملة واسعة النطاق على حمص وحماة او بلدتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين بناء على تحركات قامت بها الدبابات والقوات الحكومية في الآونة الأخيرة. ومضى كردي يقول إن هذا لن يؤدي إلا الى تعزيز المعارضة في شتى أنحاء سوريا. وتقول الأممالمتحدة إن اكثر من أربعة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات في مارس /آذار والتي استلهمت انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بالحكام لتونس ومصر وليبيا. وقال كردي "اذا دخلوا لسحق حمص فسيكون هذا خطأ كبيرا. سيؤدي الى رد فعل على مستوى البلاد. هناك شائعات بأن النظام يبعد العلويين عن حمص استعدادا لحملة كبيرة." ورسم منشق آخر يعيش في واحد من ستة مخيمات للاجئين أقامتها تركيا لاستضافة اكثر من ثمانية آلاف لاجيء سوري صورة تنم عن انخفاض الروح المعنوية بين جنود الجيش الذين يجبرون على أن يطيعوا أوامر قادتهم والا يتعرضون للعقاب. وقال احمد الذي فر في اغسطس/ آب وهو من حماة "أمرونا بالانتشار في درعا وفتح النار على من يثيرون مشاكل. لكن حين وصلنا الى هناك كانوا يحتجون وحسب ولم يحملوا اي أسلحة." وأضاف "يشعر كثيرون بنفس إحساسي. اذا كنت في الجيش فإنك تفعل ما يطلب منك وتنفذ الأوامر بإطلاق الرصاص والقتل. الكثير من الجنود لا يريدون أن يفعلوا هذا لكن اذا فروا يخافون على أسرهم. لو تركت الجيش يمكن أن يأخذوا والدتك او والدك الى السجن." ووفرت تركيا ملاذا آمنا للجيش السوري الحر علاوة على دعوات رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان الصريحة للأسد ليتنحى مما ألحق ضررا بالغا بالعلاقات التي كانت وثيقة بين أنقرةودمشق. وتقول دمشق إن الجنود المنشقين خونة يخدمون أعداء سوريا. ويقيم اكبر قائد للمجموعة العقيد رياض الأسعد مع ما بين 60 و 70 ضابطا في مخيم للاجئين في ابايدين على بعد نحو 16 كيلومترا من أنطاكيا بالقرب من الحدود السورية. وتراقب تركيا عن كثب تحركات العقيد الأسعد. ولا يسمح له باستقبال زائرين الا بتصريح من الحكومة التركية. وتم تحذير فريق رويترز من وضع سيارتهم قرب المكان الذي يقيم فيه. من الخارج يوفر المخيم المحاط بسياج ومواقع عسكرية تركية أجواء اكثر هدوءا من سوريا التي تقاسي من أعمال العنف. ويقع في سهل يضم حقول القطن وبساتين الزيتون تحيطه الجبال التي يكسو الجليد قممها. وترعى الأبقار والأغنام على مقربة. ولا يسمح بالأسلحة داخل المخيم. ويرتدي المنشقون ملابس مدنية ويعيشون مع اسرهم. وقال مصدر دبلوماسي تركي "نأخذ احتياطات من أجل أمن الأسعد. "لا يسمح حتى بأداة فتح المظاريف في المخيم. اذا حدث اي شيء له فإننا سنواجه اتهامات بأن تركيا سمحت باغتياله. المخابرات السورية تحاول تحقيق هذا الهدف." ويقول المنشقون إنهم يريدون تفادي نشوب حرب أهلية في سوريا وإن هدفهم الرئيسي هو اعتراض قوافل عسكرية ومهاجمة تجمعات قوات الأمن والمخابرات المشاركة في الحملة والدفاع عن المدنيين في مواجهة القمع. وقال كردي "كانت هناك بضع عمليات ضد مباني جهاز المخابرات لأنها الأدوات التي يستخدمها النظام لقتل المدنيين. تضم هذه المراكز ميليشيات الشبيحة لكن محور التركيز الآن هو قطع خطوط إمداد القوافل. لا نطلق الرصاص على الدبابات التي لا تفتح النار على المدنيين. "حاول النظام من البداية إشعال حرب أهلية طائفية. لكننا نريد تفاديها. نطلب من العلويين التخلي عن النظام حتى لا يدفعوا هم الثمن في نهاية المطاف." ويقول كردي الذي يعيش مع زوجته وابنائه الثلاثة إنه يقضي معظم الوقت في مقر إقامته بأنطاكيا وهي مدينة حدودية تجاوزت فيها الروابط العائلية والثقافية الحدود السياسية وحيث تسمع اللغة العربية بقدر ما تسمع التركية في الشوارع. وقال كردي إنه لن يعود الى سوريا سوى بعد رحيل الأسد والا سيقتل. وأضاف "نحن على استعداد لدفع ثمن نهاية الأسد مهما كان."