نظام تقدير الحوادث المرورية المعمول به لدى الإدارة العامة للمرور، يشوبه الكثير من الاجتهادات الفردية التي تبقي الانظمة دون تنفيذ، فمن تتعرض سيارته لحادث مروري فإنه سيمر بمراحل وإجراءات كثيرة ومعقدة بداية من نقل سيارته إلى مقرات تقدير الحوادث بالصناعيات، وهي ورش (خاصة) تعاقد المرور معها ، مرورا بشيخ المعارض، مما يدفع بالكثيرين للتنازل عن حقوقهم مقابل إعفائهم من هذه الإجراءات. من خلال جولتنا هذه التقينا عددا ممن كان لهم معاناة حول هذا الأمر، وقد أجمع بعضهم على أن إدارة المرور بالرغم من كل مالديها من إمكانيات إلا أنها لازالت تعتمد على الاجتهادات الشخصية في تعاملاتها بتقدير الحوادث المرورية من قبل ورش يعمل بها وافدون هم من يقرر الأسعار دون إلمام كامل بنوعية التلفيات التي تلحق بتلك المركبات، مما يعني أنها بذلك أوكلت الأمر إلى غير أهله، ولم تستفد من التقنية الحديثة المطبقة عالميا في الأعمال المرورية. معاناة وتذمر إجراءات كثيرة ومعقدة..تبدأ من إيجار «سطحة» وانتهاء بتقييم «شيخ المعارض» التذمر بدا واضحا على وجه المواطن "ابراهيم الشاوي" الذي شرح معاناته "للرياض" عقب تعرضه لحادث مروري، قائلاً: بدأت معاناتي مع المرور منذ انتظاري للدورية، وبعدما جاء رجل الأمن كلف شركة المرور وخططت الحادث وسألنا هل نتنازل عن بعضنا فلما أبيت التنازل قام بالاتصال بصاحب سطحة نقل سيارتي على حسابي لورش تقدير الحوادث، وقمت بالانتظار لأكثر من خمس ساعات لأجل أن يتم تقدير السيارة من قبل ورش يختارها مكتب المرور، وبعد ذلك قاموا بتثمين سيارتي، وكان التثمين غير عادل، ولم أعرف بالتثمين إلا بعد أن راجعت المرور الذي ابلغني به وقال لي أن التقديرات ملزمة، وأنا أتساءل أولا: لماذا التقديرات ملزمة ولماذا لاتكون اختيارية من ورش أقوم أنا باختيارها ، أجل لابد أن يقوم صاحب السيارة باختيار الورشة التي يريدها هو، ولا مانع أن يختار المرور عددا يفوق الثلاث ورش، وبشرط أن لا تقل عن عشر ورش، ثانيا لماذا الشخص المصدومة سيارته هو الذي يتولى القيام بالمرور على الورشات ومحلات قطع الغيار ومشايخ المعارض، أليس من الأولى أن يتحمل ذلك السائق الذي تسبب بالحادث؟ عبدالله القبيشي مراجعة المرور وقال "سالم زاهي" -مقيم-: تعرضت لحادث وكان الخطأ على الطرف الثاني 100% حسب تقرير المرور، وانقطعت من عملي لفترة للمراجعة بين المرور وشركة التأمين والورش وشيخ المعارض فقد عملت تسعيرات من ثلاث ورش كالمتبع وذهبت بها للمرور فأرسلني لشركة التأمين لأن المتسبب بالحادث مستأجر بنظام التأمين ، فقال لي الموظف هناك سيارتك لا تستاهل هذا المبلغ، ولا نرضى بتقدير الورش، ولابد أن تأخذ السيارة بسطحة لشيخ المعارض، فراجعته، وعمل لنا تسعيرة أعلى من تسعيرة الورشات التي اعترض عليها مسؤول شركة التأمين عليها، وكان الفارق أكثر من 3000 الاف ريال ودفعتها الشركة بعد مماطلة، مطالباً بإيجاد آلية تضمن حق الجميع أولها عدم إهدار الوقت فيما بين المرور والتأمين والورش وشيخ المعارض فهذا ظلم يقع على من تسبب له حادث ومحاولة تطفيشه من قبل بعض شركات التأمين حتى يتنازل وتكسب هي. دور السطحات أحد ملاك السطحات التي تقوم بنقل السيارات من أماكن الحوادث المواطن "محمد السهلي" يقترح أن يقتصر نقل السيارات المصدومة على السعوديين الذين يمتلكون وسائل النقل، ويسند إليهم القيام بدور أصحاب السيارات المصدومة وإنهاء إجراءات سياراتهم وعدم إهدار أوقاتهم بالمراجعات بسياراتهم التي وقع لها حادث مقابل رسوم مقبولة تدفع لصاحب السطحة وتكون تلك السيارات تحت مسؤوليته حتى إنهاء إجراءاتها، مضيفاً: إذا كان صاحب السيارة المصدومة لايستطيع الحضور مع سيارته فإننا نتولى المهمة عنه بمجرد أن يفوضنا بإكمال إجراءات سيارته فنقوم بحمل السيارات المصدومة على سطحة، وتحمل الأعباء عنه كالذهاب بها لثلاث ورش حسب خطاب المرور ويتم تقديرها دون أنزال السيارة من السطحة، وأخذ فواتير رسوم تقدير الورش ومن حقنا أن نتقاضى مقابل أتعابنا، ولو تم العمل بهذا الاقتراح فسوف نسهم بحل أزمة يعاني منها أصحاب السيارات التي تتعرض لحوادث، ولكن بشرط أن ينفذ هذا الاقتراح بشباب سعوديين ويكونون على مستوى من الوعي وتقدير المسؤولية. محمد السهلي شيوخ المعارض في كل من معارض النسيم ومعارض الشفاء يتواجد مايسمى بشيخ المعارض ، وهذا مهمته الفصل في الكثير من قضايا السيارات التي يتم تداولها من خلال المعارض ، كما يشترك في تقدير حوادث السيارات، حيث أوضح "أحمد المالكي" -متخصص بتقدير حوادث السيارات- أنّ مندوب شيخ المعارض يشارك في تقديرات الحوادث، حيث هناك آلية تتم فيما بيننا وبين إدارة المرور حيث يتم إيصال السيارات إلينا بموجب توجيه رسمي، ومن ثم نقوم بعرضها على فريق العمل الذي يضع التقدير المناسب لحوادث السيارات، مقابل رسوم رمزية ، وأضاف يتم التقدير على أساس حساب قيمة السيارة مثلا كانت تساوي قيمتها قبل الحادث ب 50,000 ريال وبعد الحادث 35,000 ريال يعني الفرق طلع 15,000 ريال وهي قيمة التصليح ، ونحن نتكون من لجنة مشكلة لتقدير الحوادث، مضيفا: ونستقبل يوميا مايقارب 100 سيارة، ويبدأ عملنا طوال اليوم ويبدأ عملنا مع العملاء لحظة وصول السيارة المتعرضة لحادث بأن نقوم بالكشف عليها وتحديد أضرارها من خلال فريق عمل مكون من مختصين مؤهلين. ورش متخصصة واقترح "عبد الله القبيشي" إنشاء ورش متخصصة استجابة لمتطلبات السوق وشركات التأمين وتكون منصفة في تقديراتها وتكون بإشراف المرور، أسوة بورش فحص السيارات -الفحص الدوري- ويتم تدريب نخبة من المهنيين السعوديين أو خريجي معاهد التدريب المهني وتوظيفهم بها، والهدف من وراء إقامة هذا النوع من الورش طرح طرق ووسائل وإجراءات متنوعة لتقدير أضرار حوادث السيارات، ولابد أن تكون على مستوى عال من ادراك المسؤولية. أحمد المالكي شركة تقييم الحوادث وقال "فهد الأحمد" -رجل أمن سابق-: لقد تم إيجاد شركة تقييم الحوادث، وتنص على أنه للإدارة العامة للمرور وتحت إشرافها تنظيم وتفويض من تراه مناسبا من شركات القطاع الخاص المرخص لها من قبل الجهات الرسمية المختصة بمزاولة نشاط خبير معاينة ومقدر خسائر وأخصائي تسوية المطالبات التأمينية، لمباشرة الحوادث المرورية البسيطة وكذلك الحوادث المرورية التي ينتج عنها تلفيات مادية ويكون أحد أطرافها لديه تأمين على المركبة لدى أي من شركات التأمين المعتمدة، وبالفعل بدأت هذه الشركة بالعمل جنبا إلى جنب مع دوريات المرور، مضيفا أن الشركة سعت إلى التخفيف على رجال المرور في عملهم الميداني في ظل كثافة الحركة المرورية وساعدت على تسهيل حصول المواطنين والمقيمين المؤمنين لدى شركات التأمين على حقوقهم عند تعرضهم للحوادث، مشيراً إلى أنّ إدارة المرور بالرغم من كل مالديها من إمكانيات إلا أنها لازالت تعتمد على الاجتهادات الشخصية في تعاملاتها بتقدير الحوادث المرورية، مما يعني أنها لم تستفد من التقنية الحديثة المطبقة عالميا في الأعمال المرورية. إبراهيم الشاوي تقديرات الورش وعن تقديرات الورش على السيارات التي تتعرض لحوادث، قال: تبقى مسألة تقديرات الورش غير منطقية فهي تتم وفق اجتهادات شخصية لم تبنَ على معايير مهنية دقيقة مما يعرض أصحاب السيارات المصدومة لهضم حقوقهم من عمالة وافدة للأسف هي من يقرر تكاليف تلك السيارات وفق أهواءهم الشخصية، مضيفاً أن هذه الورش أوعز إليها بأن تقدر الحوادث البسيطة، ولها مكان واحد وهي ثلاث ورش مجتمعه ومعها مكتب المرور، والأولى أن يتم زيادة هذه الورش وصاحب السيارة المصدومة هو من يختار الورشة التي يراها مناسبة من هذه الورش التي أختارها المرور. سهولة الإجراءات "الرياض" اطلعت على الآلية التي انطلقت منها شركة المرور التي تعمل حاليا، وهي في غاية الدقة والتنظيم إلا أن التنفيذ في إدارات المرور لازال قاصرا، فآليتها تبدأ بإجراءات ما بعد الحادث بالتوجه إلى الجهات المعنية بموجب النماذج المعطاة من قبل المعاين، وهي كالتالي: الحصول على ورقة إصلاح من احد أقسام المرور من خلال النموذج المعطى من قبل محقق شركة المرور، الحصول على تسعيرة تقدير الأضرار من الورش المعتمدة لدى المرور، أو تقدير شيخ المعارض حسب جهة التحويل من خلال النموذج المعطى من قبل محقق الشركة ، أخذ ورقة الإصلاح وتقديرات الورش أو شيخ المعارض إلى شركة التأمين خلال 48 ساعة، الحصول على مخالصة نهائية أو الموافقة الخطية بإصلاح المركبة من شركة التأمين، واذا كان الطرف غير المدان يملك وثيقة تأمين شامل يمكنه مراجعة شركة التأمين الخاصة به تقديرات الورش لاتنصف أصحاب السيارات التالفة