تطبيقا للمقولة الشهيرة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، يستغل بعض سائقي «السطحات» حالات تعطل السيارات على الطرقات السريعة من خلال رفع الأسعار بطريقة مبالغ فيها، لجني الأرباح المالية دون اعتبار للوضع الطارئ الذي يمر به المتضررون، وذلك تعويضا للخسائر المالية التي يتكبدونها جراء ضعف الإقبال عليهم في بعض الشهور . يقول إسماعيل إلياس (سائق سطحة في مكةالمكرمة) استأجرت السيارة من كفيلي بمبلغ 4000 ريال في الشهر، أستطيع تأمينها من خلال العمل بجد في موسم الصيف، الذي يشهد كثافة مرورية مرتفعة على الطرقات، ما يمكنني من تحقيق أرباح مالية وفيرة تعوض الخسائر التي تكبدتها في بقية شهور العام، لا سيما وأنه في بعض الأحيان لا أجد عملا على الطرقات السريعة ما يضطرني إلى العمل داخل مكةالمكرمة . وأضاف اتخذ من طريق مكةالمكرمةالمدينةالمنورة موقعا لعملي اليومي، حيث أقوم بإيصال السيارات المتعطلة والتالفة بفعل الحوادث المرورية، وفي أقل الأحوال أنقل سيارتين في اليوم الواحد . وأشار إلى أن أسعار نقل السيارات بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تختلف وفقا لحجم السيارة، وبشكل عام فالأسعار تبدأ من 500 ريال إلى 750 ريالا للسيارة الواحدة. وأكد وليد أبو البشر (سائق سطحة): ارتكاب بعض سائقي السطحات مخالفات يتلقون حيالها غرامات مرورية، حيث إن التعليمات تشترط على مالك السيارة المتعطلة إبراز أوراق ملكيتها وإعطاءها لسائق السطحة ليتمكن من ابرازها لرجال المرور متى ما طلبوها، مشيرا ألى أن وجود الزبون داخل سيارته أثناء نقلها عن طريق السطحة يشكل خطرا كبيرا، وربما يعرض سائق المركبة إلى عقوبات وخيمة من قبل المرور. ويعمل أبو هارون على سيارة سطحة مملوكة لكفيله بنظام الأجرة اليومية المحدد ب 200 ريال يوميا، ما يعادل 6000 ريال شهريا. ويصف العمل على سيارات السطحة بالمتعب والمرهق لأن السائق يكون مطالبا بتوفير مبلغ الإيجار اليومي وتأمين متطلباته اليومية. مشيرا إلى أن سيارات السطحة المنتشرة في كافة أنحاء مكةالمكرمة تعمل على نقل السيارات الصغيرة وأغلبية سائقي السطحات لا يفضلون العمل خارج مكة إلا نادرا. وحول الاتهامات التي يواجهونها باستغلال حاجة سائقي السيارات المتعطلة قال «هذه المهنة تحتاج إلى عمالة وصيانة مستمرة للسيارة بالإضافة الى المصروفات الخاصة بالسيارة ومعيشة السائق، الذي لا يمتلك سوى هذه المهنة التي يعيش من رزقها فكيف له أن يوفق بين تكاليف السطحة وتكاليفه الشخصية أو ما يطالبه به صاحب السطحة، لافتا إلى أن هذه المهنة مثلما إنها تدر ارباحا مجزية إلا أنها في الوقت نفسه متعبة ومكلفة كثيرا . صالح ياسين (سائق سطحة سعودي) يقول انتظر زبائني في موقف السطحات في حي الكعكية، وكانت بدايتي في هذه المهنة صعبة جدا ،حيث إنني كنت أمل من طول فترة انتظار الزبائن، ولكن بعد فترة من الزمن اعتدت على العمل كونه يوفر لي احتياجاتي المالية، حيث إنني استطيع الحصول على 8 آلاف ريال في الشهر الواحد بخلاف المواسم وأوقات الإجازات التي أتوجه خلالها إلى الطرقات السريعة وأكسب 13 ألف ريال في الشهر الواحد، فضلا عن المبالغ المجزية التي أحصل عليها كمكافآت من بعض الزبائن حين يعلمون أنني شاب سعودي. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لإدارة مرور العاصمة المقدسة بالنيابة النقيب علي الزهراني، «إن إدارة المرور لا تتهاون مع أي مخالف سواء كان من أصحاب السطحات أو غيرهم، ولكن فيما يخص سائقي السطحات فقد يتقدم الشخص لطلب رخصة قيادة السطحة، فإن تطابقت الشروط عليه يؤذن له بممارسة المهنة»، مشيرا إلى أن وجود أشخاص بداخل المركبة المتعطلة في حال نقلها على ظهر السطحة يعرض الشخص المخالف وصاحب السطحة إلى العقوبة، لذلك على سائق السطحة توعية الزبون وإرشاده إلى الطرق الصحيحة للحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين ولتفادي أية عقوبات قد تفرض عليه.