ما أصعب لحظات الفراق، وما أمر ساعات الوداع، ولا مفر من أمر الله، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وأمر الله لا مرد له. وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره فقدنا الجدة الغالية أم محمد (الهويريني) جدتي لأمي، وإن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع حزناً على فراقها، وإنا لمحزونون، ولكن نقول ما يرضي الله تعالى (إنا لله وإنا إليه راجعون). والحديث عن جدتي حديث لا تسعه السطور والحزن على فراقها لا تحتمله الصدور، موتها فاجعة، وفراقها لاشك خسارة. لقد كانت مدرسة في لم الشمل والعفو والصفح. كان صمتها حكمة وحديثها حكمة، بيتها مليء بالمحبين من العائلة وغير العائلة. كنت قبل وفاتها بسويعات أتجاذب معها أطراف الحديث وتسألني عن الوالدين وعن الأمطار، وكانت تسأل عن الجميع، لكن الله اختارها ليتحقق دعاؤها الذي كثيراً ما كانت تردده (اللهم من حيلي إلى قبري)، وفعلاً تحقق لها ذلك وهي ذاهبة للوضوء لصلاة العشاء، راضية مطمئنة طاهرة متطهرة، أسأل الله لها المغفرة.. إن موتها بالنسبة للجميع فاجعة، ولاشك فقد أحدث فراغا سيسد بوجود الوالدة والأخوال العظام والخالات الكريمات الذين سيسيرون إن شاء الله على حبها لجمع العائلة ولم الشمل. إنني أعزي والدتي وأخوالي- المهندس محمد والأستاذ إبراهيم والأستاذ عبدالعزيز ولخالاتي الكريمات ولخوال الوالدة الشيخ سليمان والأستاذ صالح والسفير علي والعميد عبدالعزيز وجميع الأحفاد والأقارب، ورحم الله جدتي رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون. *عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية