يتأهب معظم الشعراء وخصوصاً شعراء القلطة لرحلة الشعر والصيف هذا الموسم الذي يتضاعف فيها النشاط الشعري سواء على مستوى المكاتب أو على مستوى منابر الشعر. ومع كل موسم يأتي شاعر ونجم جديد أو أسلوب جديد خصوصاً في شعر القلطة الجميل فهل أصبح شعر القلطة أيضاً يتأثر بالموضة والتجديد أم أن لكل زمان شعراءه ومتلقيه وجمهوره. ما جعلني أطرق هذا الباب هو أن أحد شعراء القلطة البارزين حول مواله الشعري في إحدى أمسيات شعر القلطة من اللغة العربية إلى اللغة الانجليزية وفق لحن الموال المتداول بين الشاعرين. وبعد أن انتهى الموال صفق له الجمهور وطلبوا منه وبصوت واحد إعادة الموال رغم أن معظمهم لا يعلم ماذا قال ولكن الانفعال جاء من باب التغيير لشيء لم يألفه الجمهور إذا على أسلوب شاعرنا «جيم» سيجد شعراء الغرب فرصة للمشاركة في شعر القلطة وسيجدونها فرصة لجني أموال الصيف في المناسبات وبذلك لا بد أن يأخذ بقية الشعراء دورة في اللغة الانجليزية وبشكل سريع وإلا ستقف موارد الصيف. وفوق ذلك سيقع الشعراء في إحراج من ترجمة بعض الكلمات التي ليس لها مرادف أو معنى قريب في اللغة الانجليزية مثل هقوتي وتلعات وغيرها. لذا نقول إن للشعبي الجميل خصوصيته ومفرداته الشعبية وتغييره أو دخول مفردات بلغة أجنبية عليه سيفقده قيمته ويصبح مجالاً للمهاترات وسط فئة متذوقة للمفردة الشعبية العميقة والمعنى الجزل في الفتل والرد. وهذا لا يعني ألا يطرح الشاعر ما يتواكب مع فهم الجمهور والمستوى الثقافي فجمهور الأمس غير اليوم وقد أعجبني أحد شعراء القلطة عندما طرح مفهوماً متكاملاً للجاذبية الأرضية وتأثيرها على سقوط الأشياء وهو بذلك لم يطرح هذا المعنى إلا لإدراكه أن الجمهور الذي حوله جمهور متعلم ويختلف عن المتلقي السابق. ولكن لا بد أن يراعي الشاعر أن ضمن الجمهور هواة ومحبين لشعر القلطة من كبار السن ولا بد أن يجد مبتغاه والمعنى الذي يدركه خلال المحاورة الشعرية.