شاعر معاصر بدأ فن القلطة منذ نعومة أظفاره، وبالرغم من ظروف العمل التي أجبرته على التنقل الدائم إلا أنه حافظ قدر استطاعته على التواجد والمشاركة، نازل كبار الشعراء وتحديدا الذين مازالت بصماتهم تتناقلها الأجيال رغم رحيلهم عن الحياة، صادق الجبرتي من شعراء المحاورة القلائل الذين سجلوا بدايتهم بمواجهة عمالقة الشعر أمثال محمد الجبرتي، راضي الخضيري، مبروك العصلاني، ومؤخرا يعود للساحة في أول لقاء صحافي من خلال «عكاظ» مستعيدا الذكريات الجميلة ومسيرة شعرية كانت انطلاقتها الأولى قبل 30 عاما. • متى كانت بداياتكم الحقيقية أبا ياسر؟ كانت البداية عام 1402ه في أول محاورة جمعتني بالشاعر عوض الله السلمي (أبو مشعاب)، واستمرت المسيرة بعدها بلقاء عدة شعراء أمثال الشاعر الكبير المرحوم محمد بن شريف الجبرتي ومبروك العصلاني. • الساحة الشعبية لم تشهد حضورا لكم منذ وقت طويل ما أسباب ابتعادك؟ في الحقيقة أنا لم أبتعد ولكن ظروف عملي التي اضطرتني للانتقال إلى مناطق عدة في المملكة بحكم عملي في شركة آرامكو كانت أهم الأسباب لابتعادي، كما أنني كنت أحاول بين وقت آخر تسجيل الحضور من خلال الاستجابة للدعوات التي توجه لي في أوقات إجازتي الصيفية. • لماذا لم تتح لك الفرصة للمشاركة في مسابقة شاعر المعنى والمسابقات المشابهة؟ الفرصة لم تتح لأسماء موهوبة وشابة كثر، والساحة أصبحت الآن مرتعا خصبا للشللية والمجاملة، ولذلك كما يبدو للجميع هناك تباين واضح في مستويات بعض الأسماء التي اختيرت ولم تقدم شيئا عدا إكمال العدد للمرشحين فقط وهنا سؤال يطرح نفسه للجنة على أي أساس رشحوا واستبعد غيرهم؟. • مسابقات الشعر ما الذي قدمته للساحة؟ بصراحة لم تقدم شيئا عدا النعرات والتراشق عبر الرسائل القصيرة على شاشات القنوات فضلا عن أنها تحولت إلى مسابقات لجمع الأموال عن طريق التصويت. • بشكل عام كيف ترى وضع الساحة الشعبية والمحاورة على وجه الخصوص؟ الساحة مازالت بخير رغم فقدها لأعلام بارزة من كبار الشعراء ولكن تحتاج إلى وقفة فاحصة من المعنيين والمنظمين لمهرجانات الصيف وخصوصا في الطائف مهد المحاورة الأول في جانب اختيار المشاركين في الفعاليات والأسماء التي يتم اختيارها للمشاركة في المحاورات؛ فكما تعرف مهرجان الطائف من المهرجانات التي تحظى بمتابعة واسعة وعلى مستوى الخليج من المصطافين، ونتمنى أن يلتفت المنظمون في اختيارهم إلى الجيل الجديد وبقية المناطق. • كيف ترى فن الموال وما الذي أضافه للمحاورة؟ الموال هو فن المجالسي أحد الفنون الحجازية القديمة وحظي باستحسان الجماهير خصوصا فئة الشباب وقت إدخاله للمحاورة، وهو فن مستقل ليس له علاقة بألحان المحاورة وتركيباتها، ولم يضف الموال شيئا لفن المحاورة بل بالعكس في أوقات كثيرة كان الموال بعيدا عن الشيلة وهدفها. • الحديث أخذنا بعيدا عن الشعر ماذا تذكر من المحاورات القديمة لك؟ الذاكرة لم تعد كالسابق ولعل أبرز ما يحضرني حاليا أبيات من محاورة قديمة جمعتني بالشاعر الكبير مستور بن تركي العصيمي وفيها أقول: يا مرحبا بالنيابة بكل ضيف حضر ترحيبة من ضميري يوم أغني بها بآخذ معك العصيمي قاف وانت شاعر بحر والعملة الطيبة ببيع واشري بها • هناك من يرى أن عودتك قد تعيد شيئا من ذكريات الجبرتي؟ الشاعر محمد بن شريف الجبرتي - رحمه الله - شاعر كبير أغلق الباب بعده برحيله ولن يأتي أحد بربع ما لديه من جزالة أو قوة أو حتى يتقمص شخصيته، ولكن أستطيع القول إنني مازلت ملما بجميع اللحون الجزلة وأحاول قدر المستطاع أن أستحضرها في كل محاورة أواجه فيها زملائي الشعراء. • من لفت نظرك من الأسماء الشابة في الساحة؟ الميزاني بلا شك في المقدمة وهناك أسماء بارزة مثل صقر سليم وابن عتقان وعيظة الحارثي وعاضة المرزوقي والعطاوي وسفر الدغيلبي وهو من الشعراء الذين يتميزون بجزالة المعنى. • من تحرص على متابعته وحضور محاوراته من الشعراء الكبار؟ حقيقة حبيب العازمي ومحمد السناني ومستور العصيمي ومصلح بن عياد والقرقاح والهاجري بالنسبة لي من المدارس التي أحرص دائما على متابعة محاوراتها.