يبدو أن حرارة شمس الصيف لم ترفع درجات الحرارة فقط، بل رفعت حرارة موسم شعراء المحاورة، وأنعشت سوق مكاتب الشعراء بعد ركود فترة الشتاء التي يتحفز خلالها الشعراء للبحث عن إبداعات وتقليعات جديدة في أسلوب وأفكار الموالات التي تعد لدى جمهور شعر المحاورة خصوصا الشباب فاكهة ليالي شعر القلطة، ومع انطلاقة الموسم تظهر على السطح مفارقات عديدة منها استغلال القنوات الإعلامية لخلافات الشعراء وطرحها في عناوين رئيسة، وقد شهد هذا الموسم، منذ بدايته، رفع القيمة التي يطلبها الشاعر وتراوح هذه القيمة حسب شهرة الشاعر ورغبة الجمهور له والغريب. وعندما تأتي بك المصادفة لحضور لقاء بين صاحب حفلة ومدير مكتب شعراء وتستمع لطلبات صاحب الحفلة التي منها البحث عن ضد شاعره المحبب له بحيث يكون لدى الضد القدرة على الاستفزاز، كما تجد لدى الشعراء شروطا معينة بحجة (أنا العب مع شاعر على مستواي) ولم يعلم أن هناك شعراء شباب وجدد على الساحة سيكون أحدهم يوما ما شاعرا مميزا كما كان هو بالأمس، والبعض الشعراء يقوم بتسجيل أسماء من الشعراء يرفض اللعب معهم، ومع غياب المتلقي الواعي أخذ العديد منهم راحته في التغيير واللعب بأسلوب المعنى المكشوف، والحرص على الموالات بألحان فنانين معروفين، وكل ذلك من أجل أن يستقطب اكبر شريحة من الحضور. ووسط هذا التغيير بدأ شعر المحاورة يفقد وهجه لذا لابد أن يراجع شاعر القلطة حساباته جيدا قبل ان يجرفه سيل المهاترات وبرستيج التغيير، ويفقده قيمته كشاعر قلطة يعيش في عصر ذهبي لشعراء المحاورة.