قد يجد الشاعر نفسه مرغما مع مرور الزمن على التغيير في نهجه وأسلوبه الشعري كي يساير العصر وفكر المتلقي الذي يتغير مع الوقت ومن واقع هذا الحال يتخلى بعض الشعراء عن استخدام المفردات الشعبية القديمة ووضع بديل لها يتناسب مع فهم المتلقي والسؤال الذي يطرح نفسه هل الشاعر مجبر على التغيير ؟ وهل الشاعر الذي يغير من نهجه الشعري يعتبر شاعرا متكيفا ؟ ويبحث عن استمرارية تألقه الشعري من خلال مسايرة جمهور عصره وفي كلتا الحالتين سيجد الشاعر نفسه بين نارين بين التمسك بأصالة المفردة وجزالة المعنى وبين تلبية رغبة المتلقي الذي يبحث عما يتناسب مع مستوى فهمه والكثير من الشعراء أدرك عملية التوازن مبكرا واستطاع أن يحافظ على نهجه الشعري مع تلبية رغبات وميول المتلقي من خلال الاستخدام الأفضل للمفردة مهما كانت درجة فهم معناه من قبل المتلقي وهو بذلك كسب جيلين في عصره وهذا بالتأكيد يعتبر قدرة عالية على التكيف والتغيير الإيجابي ومن أمثلة ذلك ما يعدهم جيل الشعراء من الشباب مدارس الشعر ويعود ذلك لأسباب عده منها إدراك أهمية مسايرة فكر المتلقي مع عدم التخلي عن أصالة المفردة واستخدامها في الموقع المناسب ومسايرة الأحداث مما جعل المتلقي يعيش الحدث مع الشاعر والذي يمثل في وقتنا الحالي احدى أهم قنوات إيصال المعلومة والفكرة : الشاعر اللي شكلت غربته بوح زرع لنا سنابل شعر واثمر لنا ابداع