مرض الفُصام عزيزي الدكتور إبراهيم ، أريد السؤال عن حالة أخي الذي يبلغ من العمر 48 عاماً وقد تم تشخيص حالته على أنه يُعاني من مرض الفُصام منذ أكثر من عشرين عاماً. دخل خلال فترة مرضه المستشفيات النفسية والأقسام النفسية بمستشفيات عامة ، ولكن لم تتحسّن حالته ، ولم تتغيّر أفكاره برغم استخدامه لمعظم الأدوية النفسية المضادة للفُصام ، وسألنا الأطباء عن هذه المشكلة فقالوا إن بعض مرضى الفُصام لا يستجيبون للعلاج بصورةٍ جيدة. المشكلة أننا نعيش في معاناة كبيرة بسبب مرضه هذا ؛ فهو يعتقد بأنه شخص مُرسل لتبليغ رسالة من الله للناس ، وهذا يوقعنا في حرج شديد. الأمر الأكثر خطورةً هو ما قام به مرةً من إشعال النار في المنزل الذي يقيم فيه مع والدتنا ، حيث انه يعيش مع والدتنا في منزل لوحدهما. نُدخله مستشفى أو قسما نفسيا فيبقى لمدة ثم يخرج مرةً آخرى ، حيث ان المستشفيات النفسية والأقسام النفسية في المستشفيات العامة تقول بأنها غير مؤهلة لبقاء المرضى لفترات طويلة ، ولذلك نحن في حيرةٍ من أمرنا ؛ فلا هو بالمريض الذي يستجيب للعلاج ولا يوجد مكان نضعه فيه لفترة طويلة ، فلا نعرف ماذا نفعل؟ هل توجد أمان متطوّرة لعلاج مرض الفُصام في الخارج وكذلك هل توجد أماكن في الدول العربية أو الغربية لوضعه فيها وهل هذه الأماكن غالية الثمن؟. ص. ح - أخي الكريم، مرض الفُصام مرض أحياناً يكون مرضا مزمنا ، وللأسف كما أوضح لك بعض الأطباء بأن هناك بعض مرضى الفُصام يُصبحون مرضى مزمنين ، وكذلك لا يستجيبون للعلاج ، أياً كان هذا العلاج. المشكلة كما ذكرت هي التأثير الذي يُحدثه هذا المريض على عائلته ، كما حدث مع عائلتك ، حيث قام كما ذكرت بإشعال النار في المنزل الذي يقيم فيه مع والدته لوحدهما. أعتقد بأن سكنه مع الوالدة لوحدهما أمرٌ ربما فيه بعض الخطورة ، إذ ان الوالدة لا تستطيع التحّكم في سلوكيات مريض فُصامي مزمن ، لذا حبذا لو أن أحدا من أشقائه شاركهما السكن لكي يستطيع أن يُساعد في التحّكم ببعض التصرفات التي قد تكون خطيرة. سؤالك حول فيما إذا كان هناك متطّور لعلاج مرض الفُصام ، أعتقد بأن معظم الأدوية الموجودة في الخارج ؛ سواء أكان ذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الدول الأوروبية ، موجودة في المملكة ، ولكن عدم استجابة بعض المرضى للأدوية أمرٌ موجود حتى في هذه الدول ونفس المعاناة موجودة لديهم ، غير أنه في بعض الدول هناك مستشفيات نفسية كبيرة لإيواء مرضى الفُصام المزمن بصورة تقريباً دائمة. سؤالك حول وجود أماكن لبقاء شقيقك لفترة طويلة أو ربما مدى الحياة ، قد تكون موجودة في بعض الدول العربية وكذلك الغربية ولكنها باهضة الثمن ، وأعتقد أن المبالغ التي يتكّلفها هذا الأمر كبيرة ، ولا تستطيع أسرة عادية أن تقوم بدفع هذه المبالغ ، لذلك أرى أن يبقى شقيقك معكم وأن تحاولوا أن تحرصوا على أن يتناول الأدوية الخاصة بعلاج مرض الفُصام ، حتى و إن لم يكن هناك شفاء كامل أو تحسّن كبير فإن بعض التحسًن قد يحدث. لا تتركوا العلاج أبداً لأن ذلك قد يزيد من تدهور المريض ويُصبح في حالة عقلية أصعب مما لو كان على أدوية مضادة للفُصام. مرض الصرع ابنتي تبلغ من العمر 17 عاماً ، طالبة في الصف الثاني ثانوي وتُعاني من مرض الصرع و تتعالج بدواء الدباكين ، ولكن لم تنقطع عنها نوبات الصرع ، حيث تُصيبها النوبات في المدرسة ، قامت ابنتي برفع الجرعة من تلقاء نفسها وحدث بعض التحسّن ولكن لا أعرف لماذا لم تنقطع عنها نوبات الصرع. أرجو إفادتنا عن كيفية علاج ابنتي؟ ف. ص سيدتي الفاضلة ؛ الصرع مرض عصبي معروف ، وقد حدثت تطورات كبيرة في علاج مرض الصرع ، والذي يقوم بعلاج مرض الصرع هم أطباء الأعصاب ، وهناك أطباء متخصصون في علاج مرض الصرع. أرى أن تعرضي ابنتك على طبيب متخصص في الأمراض العصبية ، وخاصةً في مرض الصرع وأعتقد بأن أطباء الأعصاب على قدرة في علاج ابنتك من مرض الصرع ، لأن دواء واحدا هو الدباكين فقط قد لايكون كافياً لعلاج ابنتك ، لذلك مراجعة طبيب متخصص في الصرع سيفيدك كثيراً في علاج ابنتك ولا تتواني وتتأخري في عرض ابنتك على طبيب متخصص في مرض الصرع لأن الأمر أعتقد أهون كثيراً مما تعتقدين. أحياناً يكون هناك حاجة لأكثر من علاج للسيطرة على مرض الصرع وكما حدث تطوّر في بعض العمليات الجراحية لعلاج مرض الصرع الشديد ، ولكن لا يتم اللجوء للجراحة إلا في الحالات الشديدة جداً والتي يعجز عنها العلاج بالدواء .