فقدان الشهية العصبي * ابنتي البالغة من العمر 17 عاماً نحيفة جداً ولا ترغب في الأكل كثيراً، وبرغم أنها نحيفة جداً إلا أنها ترى نفسها سمينة، وتحاول أن تعمل ريجيم فلا تأكل الأغذية التي تحتوي على سعرات حرارية عالية وتدقق كثيراً في نوعية الأكل، وبالاضافة إلى ذلك فهي تقوم بعمل تمارين رياضية حتى لا تسمن. قلقت أنا ووالدها على صحتها، وذهبنا بها إلى طبيب فقال إنها تُعاني من فقدان الشهية العصبي، وحقيقة لا نعرف هذا المرض، فنصحنا بمراجعة طبيب نفسي حتى يُعالجها. ذهبنا لمراجعة طبيب نفسي وأخبرنا بأنها فعلاً تعاني من اضطراب فقدان الشهية العصبي، ووصف لها بعض الأدوية النفسية وقال إنها بحاجة إلى علاج نفسي مع شخص متخصص. نحن جميعاً قلقون على وضع ابنتنا ولكن لم نرَ أي تحسّن في حالتها فما زالت على الحالة التي وصفتها لك، فما هو الحل في هذا الوضع وما هي خطورة هذا الاضطراب؟ ش. ع - اضطراب فقدان الشهية العصبي واحد من الأمراض النفسية التي تنتشر بين المراهقات على وجه الخصوص، و هو مرض نفسي ليس سهلاً، وربما هو المرض النفسي الوحيد الذي يقود إلى الوفاة، حيث ينتهي بالوفاة في حوالي 5 إلى 10% إذا لم يتم علاج هذا المرض. بالنسبة لابنتك فأعتقد أنها فعلاً بحاجة لطبيب متخصص في هذا النوع من الاضطرابات، حيث أنه اضطراب خطير، وعلاجه يتطلّب وقتاً ويحتاج إلى دعم الأسرة والأشخاص المحيطين بالمريض بهذا النوع من الامراض. علاج اضطراب فقدان الشهية العصبي يحتاج أحياناً للدخول إلى قسم نفسي للعلاج على يد أشخاص لهم خبرة في علاج هذا المرض، وفعلاً يتم علاجه بالعقاقير النفسية والأهم هو العلاج النفسي، ولكن يجب أن يكون المعالج النفسي له خبرة في علاج هذه الاضطرابات الخاصة بالأكل، لأنها اضطرابات مُزعجة وتحتاج لخبير في هذا النوع من الأمراض. للأسف الشديد فإن علاج هذا الاضطراب يتطلّب الرعاية الصحية ايضاً لأن كثيرا من الذين يعانون من هذا الاضطراب يحدث لديهم اختلال في المواد الضرورية في الجسم، وكثيراً ما تنقطع الدورة الشهرية عن المرضى بهذا الاضطراب لذلك يجب رعايتهم وعلاجهم من قِبل أشخاص لديهم خبرة في علاج مثل هذه الاضطرابات. ما أنصحك به هو عدم أخذ الأمر بشكل سهل، بل يجب أخذ هذا الاضطراب بشكل جاد جداً وعدم التأخر في علاج هذا الاضطراب، كذلك الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يُعانون من الاكتئاب وفي هذه الحالة يجب علاج الاكتئاب المصاحب لهذا الاضطراب. أتمنى لابنتك الشفاء وآمل أن تأخذوا الأمر بشكل جاد والإسراع في علاجها في مكان متخصص لعلاج هذه الاضطرابات. مرض الفُصام * شقيقي يُعاني من مرض الفُصام منذ سنوات طويلة و عرضناه على أطباء كثيرين ولكن للأسف لم يتحسّن، وسمعت بأن هناك أدوية جديدة لعلاج الفُصام فهل هذا صحيح؟ لأننا بحاجة ماسة لعلاجه لأنه في حالةٍ مُزرية و نُعاني من مرضه منذ سنوات طويلة، فهل هذه الأدوية الجديدة موجودة في المملكة وهل صحيح أنها تُعالج مرض الفُصام ، خاصةً بعد سنوات طويلة من المرض؟ - حقيقةً لا أعرف عن هذه الأدوية الجديدة، لكن أسمع من بعض أهالي المرضى الذين يقولون هذه المعلومات، ولكن حينما يذكرون لي أسماء الأدوية فهي أدوية موجودة منذ زمن، بمعنى أنها ليست أدوية جديدة ولكنها موجودة في الأسواق بالمملكة منذ فترة ليست بالقصيرة، و مرض الفُصام خاصةً بعد سنوات عندما يُصبح مُزمناً. هناك أدوية معروفة لعلاج مرض الفُصام عندما يُصبح مُزمناً، وهذه الأدوية موجودة في المملكة لكن يجب أن تؤخذ تحت إشراف طبي مباشر من طبيب نفسي وعلى هذا الطبيب أن يُجري الفحوصات الطبية المطلوبة كل أسبوع على سبيل المثال إذا استخدم علاجا معروفا جداً في علاج مرض الفُصام المزمن وهو دواء الكلوزابين، وهو علاج فاعل في علاج مرض الفُصام المزمن ولكن يجب فحص الدم كل اسبوع لمعرفة مستوى كريات الدم البيضاء في الدم، لأن هذا العلاج من أعراضه الجانبية التأثير على مستوى كريات الدم البيضاء في الدم ويجب التوقّف عن تناول العلاج إذا انخفض إلى مستوى معين. هناك أدوية أخرى تُساعد في علاج مرض الفُصام وهي كثيرة ولكنها في حالة الفُصام المزمن قد لا تكون فاعلة مثل العلاج الذي ذكرته. مرض الفُصام مرض للأسف الشديد يحتاج لرعاية خاصة من قِبل الأهل؛ لأن مريض الفُصام إذا تُرك دون رعاية من قِبل الأهل فإن المريض تتدهور مهاراته الاجتماعية و يُصبح في وضع مُزرٍ، ولكن التأهيل أيضاً مهم في علاج مرضى الفُصام حتى لا تتدهور رعايتهم لأنفسهم و يجب الإشراف على تناولهم للعلاج بشكل مباشر لأن كثيرا من مرضى الفُصام لا يعترفون بأنهم مرضى ولذلك يرفضون تناول العلاج. ما أراه بأن تتابع العلاج مع طبيب نفسي لأن توقيف علاج المريض بالفُصام يجعل حالته تتدهور والمرض يتفاقم. بعض المرضى للأسف لا يستجيبون لأي علاج وهذه مشكلة أخرى، ويجب على الطبيب المعالج شرح الحالة والوضع الذي وصل له شقيقك من ناحية المرض، وما هي نصائحه لكم بالنسبة للعلاج الدوائي وعلاج التأهيل.