مرض الفُصام ابني يبلغ من العمر 26 عاماً و يعاني من مرض الفُصام منذ أكثر من عشر سنوات. ذهبتُ به إلى جميع الأطباء النفسيين، ولا يقول لي شخص عن طبيب يُعالج الفُصام إلا ذهبت إليه سواء أكان في الداخل أو الخارج، ذهبت به إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى بريطانيا، إلى المانيا إلى مصر والأردن واليمن، بالطبع في الرياضوجدة ولكن لم يتحسّن. قال لي أكثر الأطباء بأن مرضه أصبح مزمناً وأن التحّسن الذي سوف يحدث له طفيف جداً، هذا فيما لو حصل أي تحسّن!. الآن يتناول كمية كبيرة من الأدوية ولكن مازالت الأعراض موجودة، وهذا يُشعرني بالألم على هذا الشاب الذي فقد كل شيء بسبب هذا المرض، بل أني أصبحتُ مكتئبة بسبب الحالة التي وصل إليها أبني، لا أدري ماذا أفعل وهل فعلاً هذا هو حد مريض الفُصام؟ المشكلة الآخرى هي أنني أرعاه ولكني صرتُ امرأة متقدمة في السن وأخشى بعد أن أترك هذه الدنيا أن يضيع لأنه لن يكون هناك شخص يعتني به كما أعتني به، حقيقة إنني في دواّمة كبيرة لا أعرف كيف أخرج منها؟ آمل أن تُشير عليّ برأيكم في موضوع ابني ولكم الشكر. س.ع أتعاطف معك بشكلٍ كبير في موضوع أبنك المصاب بمرض الفُصام، وهو مرض مزمن معروف منذ قديم الزمن، وكما قال لك الأطباء الكثيرون الذين ذهبتي وعرضتي أبنك عليهم، بأنه فعلاً بعض المرضى المصابين بالفُصام تتدهور حالتهم ويصُبحون مرضى مزمنون وتظهر عليهم الأعراض السلبية لمرض الفُصام، وكما ذكروا فإن التحّسن فعلاً بسيط، هذا إن حدث تحسّن كما ذكروا. أكثر ما يمكن فعله هو المحافظة على المهارات الاجتماعية التي عنده حتى لا تتدهور وهذا يكون عبر تأهيل خاص بمرضى الفُصام في بعض المصحات المتخصصة، ولكن للآسف لا يوجد حتى الآن مثل هذه المصحات في الدول العربية. الأدوية مهمة جداً في موضوع عدم تدهور أبنك و تغيّر حالته للأسوأ لذلك عليك بالمحافظة على إعطائه الأدوية، حتى وإن كانت كثيرة، ولكن للآسف أن مريض الفُصام عادةً في مثل حالة أبنك يُعاني من أعراض تحتاج علاجات كثيرة ولكن يجب أن يكون تحت إشراف طبي مُباشر، وأن لا يتناول أي علاج إلا بأمر من طبيبه المعالج ، ويجب أن يكون لديه طبيب معالج يستطيع الوصول إليه بسهولة عند أي مشكلة. أنا أقدّر شعورك كأم لها ابن يُعاني من مرض عقلي صعب هو الفُصام، وربما تحتاجين لبعض الدعم من طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو مجموعة من الأمهات اللاتي يُعاني أبناؤهن من مرض الفُصام. ربما إذا كنتِ تُعانين من اكتئاب مرضي فعندئذ قد يكون هناك حاجة لأن تستخدمي دواء مضاداً للاكتئاب إذا رأى الطبيب المعالج حاجتك لدواء مضاد للاكتئاب حتى تتحسّن حالتك النفسية وتخرجين من دواّمة الاكتئاب. بالنسبة لقلقك فيما لو تركتِ الدنيا فمن سوف يرعى أبنك المريض بالفُصام والذي لا يستطيع أن يرعى شؤونه الخاصة، أعتقد بأنك تستطيعين ترتيب ذلك عن طريق إيجاد وقف له يُصرف عليه منه، وكذلك عليك بتوصية الأخوة - إذا كان له أخوة - أن يرعوا شقيقهم، وعلى أية حال لن يُضيع الله من هم في مثل حالته.