أنهى فريق جراحي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الأسبوع الماضي علاقة مواطنة مع حقن الأنسولين بعد إرتباط غير اختياري امتد 18 عاماً حين نجح الجراحون في إجراء عملية متزامنة لزراعة بنكرياس وكلية في آن واحد كثالث عملية من نوعها ينجح المستشفى في إجرائها خلال أقل من 7 أشهر كأول مركز طبي في المنطقة. وكانت (ل.م.ه) تعاني من داء السكري النوع الأول الذي يصيب مرضاه أثناء الطفولة منذ أن كان عمرها 11 عاماً بسبب ضعف في إفراز الأنسولين الأمر الذي تسبب لاحقاً في إصابتها بفشل كلوي مزمن. وذكر الدكتور إبراهيم الأحمدي استشاري زراعة الكلى والبنكرياس أن المريضة (29 سنة) بدأت تعالج بحقن الأنسولين من ذلك الوقت وحتى أصيبت بفشل كلوي مزمن العام الماضي الأمر الذي أجبرها على إجراء الغسيل الكلوي (البريتوني). وعندما توفرت لها الأعضاء المناسبة من متبرع متوفى دماغياً تقرر إجراء العملية والتي تبلغ نسبة نجاحها 85٪ تقريباً إذا أجريت في مراكز طبية متقدمة. وأضاف الدكتور الأحمدي أنه شارك مع الفريق الجراحي الذي أجرى العملية التي استمرت لمدة 5 ساعات بالإضافة إلى 4 من استشاريي زراعة الكلى والبنكرياس بالمستشفى التخصصي وهم الدكتور محمد الصغير، والدكتور محمد الصفيان، والدكتور أحمد شبلوط، والدكتور شاهد خان، بالإضافة إلى فريق التمريض. موضحاً أن المريضة تستعد لمغادرة المستشفى اليوم (أمس) بعد 10 أيام من إجراء العملية وهي بصحة جيدة، حيث توقفت حالياً عن استخدام حقن الأنسولين وكذلك الغسيل الكلوي. من جانبها عبرت المريضة (ل. ه) عن سعادتها بنجاح العملية بعد أعوام عديدة من المعاناة الطويلة مشيرة إلى أنها كانت تتعرض لحالات متكررة من التقيؤ والتعب الشديد والهزال الذي أصاب جسدها وقلة الحركة ما سبب لها متاعب إجتماعية ونفسية وأدى بها إلى الإنطواء. وقالت كنت أستخدم حقن الأنسولين مرتين يومياً منذ أن كنت في مرحلة الطفولة وعمري 11 سنة غير أنني أهمل استخدامها أحياناً بسبب حالتي النفسية وفقدان الأمل في الشفاء. وأوضحت أنها أصيبت بالفشل الكلوي العام الماضي وتم تحويلها للمستشفى التخصصي وأصبحت تجري الغسيل الكلوي لمدة 10 ساعات يومياً مؤكدة أن تباريق الأمل لاحت أمامها عندما علمت بنبأ نجاح عمليتين في المستشفى لمريضتين عانتا من نفس المشكلة الصحية ما جعلها تقدم على إجراء الزراعة للبنكرياس والكلية بعد توفرهما من متوفى دماغياً مشيرة إلى التحسن الذي طرأ على حالتها الصحية إثر العمليتين فيما تنتظر مغادرة المستشفى لتمارس حياتها الطبيعية بعد أن أعياها المرض طويلاً. من جهته أشار الدكتور الأحمدي إلى أنه ومنذ إنشاء برنامج زراعة الكلى بالمستشفى التخصصي عام 1981م تمت زراعة ما يقارب 1050 كلية بنسب نجاح عالية جداً، كما يجري حالياً زراعة أكثر من مائة كلية سنوياً في المستشفى، حيث تمت زراعة 111 كلية العام الماضي 2004م. وأكد أن إدارة المستشفى تهدف من خلال خطة مدروسة إلى زيادة عدد عمليات زراعة الكلى في السنوات القليلة القادمة عبر إجراء 150 كلية سنوياً لتغطية الأعداد المتزايدة من المحتاجين إلى إجراء عمليات الزراعة. ونصح الدكتور الأحمدي مرضى السكري بضرورة الالتزام بالحمية الغذائية موضحاً أنه يمكن لنحو 70٪ من المرضى أن يتعايشوا مع المرض دون أضرار جانبية في حالة التطبيق الصحيح للحمية.