حذرت استشارية جراحة زراعة الأعضاء، من ان انتشار داء السكري في المجتمع السعودي «يقترب من 20 في المئة»، موضحة ان مرضى السكري يعتبرون «أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض، ومن بينها الفشل الكلوي، وذلك بدرجات متفاوتة، قد تصل في بعض الأحيان، إلى 40 ضعفاً عن الأشخاص الأصحاء». واعتبرت الاستشارية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتورة حنان الغامدي، وجود مراكز لزراعة البنكرياس «ضرورة ماسة في مجتمعنا، فهناك الكثير من المرضى المصابين بالفشل الكلوي نتيجة مرض السكري. وأثبتت الدراسات السريرية ان زراعة الكلى مصاحبة بزراعة البنكرياس في الوقت ذاته، تأتي بنتائج أفضل بكثير على المدى البعيد، من زراعة الكلى فقط، التي قد تفشل مرة أخرى بسبب مرضى السكري». وكان مستشفى الملك فهد التخصصي نجح في إجراء أربع عمليات زراعة بنكرياس خلال العام الماضي، وتمكن فريق عمل برنامج زراعة الأعضاء في المستشفى، من إجراء العمليات، ثلاث منها عمليات لزراعة بنكرياس وكلى، وهي لمرضى يعانون من مرض السكري والفشل الكلوي في الوقت ذاته. فيما كانت الزراعة الرابعة لمريض بعد زراعة الكلية له. وساهمت إمكانات المستشفى المختلفة في إنجاح هذه العمليات». وقال استشاري جراحة زراعة الأعضاء في المستشفى الأستاذ المساعد في قسم الجراحة في كلية الطب جامعة الملك سعود الدكتور فيصل السيف: «إن أعمار المرضى الذين أجريت لهم العمليات، تتراوح بين 35 و45 عاماً»، موضحاً أن أسباب قلة عمليات زراعة البنكرياس: هي ان «البنكرياس هو أكثر الأعضاء حساسية، إضافة إلى قلة المتبرعين، خصوصاً ان أقل من 10 في المئة من المتبرعين المتوفين دماغياً يمكن استخدام البنكرياس منهم للزراعة، لكونه أكثر الأعضاء حساسية»، مؤكداً ان المستشفى كان له «دور كبير جداً في تحقيق هذا النجاح، لما وفره من معدات تقنية ومن أدوية وكوادر ساعدت على إنجاح العمليات». وتعد زراعة البنكرياس من العمليات التي نشأت حديثاً، كما تُعد من العمليات الأكثر تعقيداً، إذ تستوجب في كل الأحوال وجود فريق طبي مُتمكن ومُجهز على أعلى مستوى، حتى يخرج المريض بالنتيجة المرجوة.