في تغطية قناة الاخبارية لحادثة حريق مدرسة براعم الوطن كانت اللقاءات مركزة بصورة رسمية على اصحاب الرتب العالية من مسؤولي الدفاع المدني والكل يتحدث بصورة اكثر رسمية، بينما نتناقل وبحزن وبألم صور الطالبات الصغيرات وهن مفزوعات من هول الفاجعة التي ألمت بهم ونترقب اخبار الوفيات والاصابات ونعود مرة أخرى وبحزن لنطل على صورة ذلك الاب وهو يضم صغيرته ، بين فجيعة وحزن وفرح مختلط بأنواع المكونات التي من الممكن ان تصفها مأساويا..!! في السيارة وبعد ساعتين تقريبا وانا احاول عبثا ان اوهم نفسي بمهنية اعلامية لاحدى الاذاعات التي تبث من جدة وتركز في توجهها الشبابي للمنطقة الغربية خصوصا ، كنت ابحث عن نقل ومتابعة مباشرة لما وراء المأساة التي حلت بالطالبات ومعلماتهن ، المذيع بلغة شبابية مائلة للميوعة كان يسرد وبتفاصيل وباستفهامات كيف ظهر ثعبان لرجل بدلا من الفلوس عند الصراف الآلي وكانت المذيعة مندهشة ومستغربة وخائفة وللامانة كانت تقول لو حصل لي الموقف ما راح اصرخ او اصيح (الحمدلله)،وبينما يكرر المذيع ان لقطة الخبر كفيديو ستكون على موقع البرنامج بصفحة " فيسبوك " ، فجأة ذكر اخونا المذيع حادثة بناتنا الصغيرات في جدة ببرود وان هذا الخبر لخبط طرافة خبر الثعبان ، والمصيبة انه كان يردد يا مسؤولين اتصلوا علينا لكي نتنازل باللقاء معكم حول الحادثة ، يعني المسؤول هو من يبحث عنهم ، ولكي لا تغيب المتعة طرحوا سؤالا هاما جدا عن حلول للصين لمنع الغش بالاختبارات واتاحوا الفرصة للمستمعين للمشاركة بالتفكير بحلول الصين ..!! واقع محزن في يوم محزن السبت الماضي ، لا مهنية اعلامية في تعامل الكثيرين مع ما يجري حولنا ، تابعوا بعض القنوات اللبنانية والمصرية عندما تتناول موضوعا مأساويا مشابها ،شاهدوا كيف تعيش بإنسانية مع الكاميرا وبإحساس مع صوت الاثير ، الاذاعات الخاصة الجديدة لدينا مشكلتها انها وضعت امام عينيها التفوق على اذاعات ال MBC بالاغاني والفلة بالسوالف بطريقة غير رسمية ، وللأسف جميعهم لازالوا يدورون حول انفسهم ، حتى في البرامج الجادة حاول البعض ان يكون داود الشريان وفي الرياضة والفن نفس الحكاية ، الامر ليس مجرد اذاعة للاغاني لان قيمة الف اغنية لاتتجاوز العشرات من الريالات ويضعها صاحبها حسب مزاجه او كما كان المشهد المسرحي الرائع للراحل النجم محمد العلي عندما كان في الحوار المسرحي لمسرحية "تحت الكراسي" يسأل عن الفرق آنذاك بين التلفزيون والفيديو ، فرد بالفيديو نحط اللي نبيه وعلى كيفنا على عكس التلفزيون مع الاشارة انه في ذلك الوقت كان لاخيار ولا طماطم الا التلفزيون السعودي الرسمي بقناته الاولى ..!! شاهدوا لقطة الأب وهو يضم ابنته وشاهدوا صور الفتيات على الارض ، وذهول الجميع وترحموا على الضحايا وادعوا للمصابات ، وكرروا اننا تلفزيونيا واذاعيا فشلنا بملامسة جروحنا ، ونكون شفافين في معالجة واقعنا المهني ، او ننشغل مع اخينا المذيع والمذيعة في معرفة كيف قضى الصينون على ظاهرة الغش بالاختبارات ، وايضا نعدد النجوم التي على اكتاف المسؤولين في التقرير الخاص بقناة الاخبارية في اخبار الخامسة عصرا ، ولامانع اذا مللنا ان نردد اغنية طلال مداح رحمه الله " ما لي ومال النجوم .." والتكملة عليكم..!!