بالصدفة مساء الجمعة الماضية شاهدت تصويراً لمذيع وشاعر، شخصيًا اعترف بجهلي بهما ، المهم اخونا الشاعر يكرر باستمرار اعتذاره لجمهوره لانقطاعه عن الشعر لانه يدرس الماجستير بالادارة، واخونا المذيع يقول انه اطلع على قصائد شاعرنا بالنت، ووجد انها تكفي 20 امسية، التصوير بدائي جدا، وفكرته مستهلكة، ويقولون ليه الناس تهرب من تلفزيوننا العزيز!. الامر اكبر من الهروب ، ما يحدث امر محزن بالفعل، لا تدافعون بقولكم انه التلفزيون الرسمي، أنا ما أطالب برومانسية تركية، ان اخواننا الاتراك بالواقع ابعد عن هذا المفهوم، ولكن البركة بمهند ولميس، نحن نطالب بالمعقول، لا نريد تلفزيوننا حقل تجارب لمذيعي الاهل والاصدقاء، مللنا الحديث عن الملايين التي تعمد الممثلين فقط في رمضان، والنتيجة تجارب في تجارب لم ينقذهم منها إلا فايز المالكي، وحاولوا بالبيروقراطية ان يحاربوه، ولا ادري ما الجديد بذلك. تلميع الشعراء وانصاف النجوم يجب ان لا يكون بالسهولة التي اشاهدها بحزن بقناتنا الاولى، احتاج للسؤال بصورة مستمرة عن عمل قدمه تلفزيوننا واصبح حديث الجميع، برامج الفترات الذهبية احتكرها مذيعون لاول مرة نشاهدهم ولا يحملون بدون أسف ابسط مقومات المذيعين، ننشغل فقط بتعميد تلفزيوننا لبرامج رمضان، ونتناسى متعمدين تقييم التجارب السابقة التي صرف عليها الملايين. من وجهة نظري لا يتعلق بسبيل التطوير المشكلة المالية والحاجة لذلك، الامر يحتاج لفكر واعطاء فرصة صادقة للمبدعين، لكي يعيدوا الثقة للمشاهد، فهناك مئات القنوات التي تدار بامكانيات مادية وبشرية محدودة ولكنها تقدم مادة اعلامية محترمة، وتبقى بالذاكرة، فما شاهدته ولم اكمله مخزٍ بكل ما تعنيه الكلمة، واستغرب ان يقدم تلفزيوننا مثل هذه البرامج الفقيرة جدا بشكل عام. على الاقل اذا كان التطوير يحتاج لمعجزة، فالرجاء التوقف عن البرامج التي لا تتناسب مع ثورة الاعلام التي نعيشها، ولا زال الكثير من اخواننا مسئولي التلفزيون يديرون عملهم كوظيفة روتينية لا تحتاج لاقل لمسات الابداع، لا العذر جاهز عندهم كون تلفزيوننا رسميا، لقد ذبحونا بمفهوم الرسمية، وتسببوا بهروبنا لقنوات أخرى، وافتقد ابناؤنا للشخصية التلفزيونية السعودية، واصبحنا ننبهر برؤية الشماغ واللهجة المحلية على قناة ال MBC حاليا ببرنامج "الثامنة مع داود" على سبيل المثال، ولم نتخيل انه يوجد لدينا القناة الاولى التي لازالت تبحث عن شخصيتها منذ اكثر من عشرين عاما، والاخبارية التي "كانت" واختفت، والقناة الثانية التي لا اعلم حتى الان ماذا تريد ولمن توجه رسالتها!. اذا كنا في زمن الوزير المثقف عبدالعزيز خوجة ونقول هذا الكلام، فالامر يحتاج بالفعل تدخله الشخصي ومراجعة ما يقدم، لأنني أثق أنه رجل التغيير الايجابي، وانصحه بمشاهدة برنامج يوم الجمعة الماضي ليحكم على تطور تلفزيوننا، وأسباب تفوق الآخرين من حولنا!.