الكم أهم أم الكيف ، سؤال يتبادر للذهن مع كل إعلان جديد عن قنوات تلفزيونية سعودية جديدة ، تجربة قناة أجيال للأطفال لا ترقى للطموحات حيث يتبادر لذهنك وانت تتابعها انها " بدأت من حيث بدأ الآخرون " وليس من حيث انتهوا كما هو متعارف ، ففي ظل التطور الهائل للقنوات الخاصة الأطفال والمنافسة الكبيرة بينها لم ترقَ للأسف قناة أجيال للدخول في غمار هذه المنافسة ، فقد ظهرت بصورة مقلدة لبعض القنوات ولكن بتقليد ضعيف !! الأمر كذلك ينطبق على قنواتنا الأخرى ، فالوضع لم يتغير سوى بالديكورات ، الجميع حولنا يتقدم ونحن لازلنا ندور في فلك واحد وبدون تغيير ، برامج الصباح عادية جدا ، تستغرب ان تعرض فقرة عن المرور وحركة السير لكي يشاهدها الناس في منازلهم ، فأنا يفترض انني وقت بث هذه الفقرة مسترخٍ في منزلي ، هل يتوقع التلفزيون ومسؤولو المرور انني سأنتظر فقرة المرور لكي اتحرك بسيارتي واتجنب طريق الملك فهد لأن فيه زحاماً لحظة بث الفقرة التلفزيونية ، هل يعقل هذا ، يكون الامر مهضوماً نوعاً ما إذا كان عبر الاذاعة ، فالكل يستمع لها السيارة في وقتها ويغير اتجاهه ، أما عبر التلفزيون فبصراحة ماهي مهضومة وجديدة !! لم يعد تلفزيوننا يحمل الاسم الأشهر " غصب 1 او غصب 2 " لأن الغصب كان بالسابق ، اما الآن فلا يحق له حمل هذا الشرف في كونه كان مفروضا ودون خيارات ، نحن في زمن " التعدد" والخيارات ، لذا كسب ود المشاهدين لا يقتصر فقط على الكم ، لان اعتبارنا ان لدينا اكثر من سبع او ثماني قنوات ليس حلما وانما امر عادي يمتلكه على مستوى الفضائيات العربية اشخاص وتجار وليس دولاً او حكومات ، الأمر يتطلب قنوات اكثر قرباً من الناس ، ليس القرب بمذيعات عاريات وجميلات كما يتصور البعض وليس القرب باغاني فيديو كليب اباحية ، القرب ان تقدم نبض الشارع ، ان تجعلنا نعيش معاناة وحزن سكان حي "قويزة في جدة" وفي الوقت نفسه نحارب جشع التجار ببرامج من الشارع ووقتية وتكون نتائجها سريعة ، نحتاج الى إعلاميين محترفين وليس موظفين اعتدنا على إطلالتهم وببرود سنوات طويلة ! الفرصة اكبر حاليا لنكون اكثر تطور لأن المسؤول الاول عن تطوير التلفزيون د. عبدالعزيز خوجة ليس مجرد وزير نخبوي وانما وزير بدرجة مواطن مثقف وواعٍ ، وزير يعي الخلل الموجود لديه دون مكارة او نرجسية معتادة ، فالخبرات التلفزيونية تحتاج للبحث عنها واستقطابها، وليس التعذر بانتظارها، السعوديون والسعوديات نجحوا بامتياز خارج تلفزيونهم وتقدموا، رغم أنه وبكل أسف تلفزيونهم لازال ومن فيه يراوحون مكانهم . أتمنى ان لا ننشغل بالكم على حساب الكيف ، وأن لا نصبح مكررين ولكن بشعارات وأسماء مختلفة ، لانه من المحزن ان تجد المشاهد السعودي لا يشاهد قنواته التلفزيونية الا للحظات معينة ، ونعرف مدى انعكاس هذا الأمر من الناحية الإعلانية وهروب مئات الملايين من الريالات لقنوات أخرى ، بعضها كان في السابق يسيئ إلينا !