«نجوم أف أم مزيكا على كيف كيفك»، عبارة تنطلق إلى آذان مستمعي إذاعة «نجوم اف أم» المصرية عقب نهاية كل فاصل إعلاني... حتى أضحت حاضرة على ألسنة جمهورها العريض باختلاف أعماره وخلفياته الثقافية والاجتماعية، وإن كانت الشريحة الأكبر هي الشباب. حققت «نجوم أف أم»، المحطة المصرية الغنائية الترفيهية ذات السنوات الست، نجاحاً وشعبية لا يمكن لأي متابع لموجات الأثير في مصر إغفالهما، لتكون ذاك الرفيق الذي يقاسم المستمع وقته في البيت والسيارة والعمل. ففيما كان إنشاء إذاعة خاصة في مصر حلماً يراود كثيرين أقدموا على التجربة وواجهتهم مشاكل وعراقيل من الحكومة المصرية خوفاً من توجيه إذاعات يمكن أن تحمل أفكاراً ضد سياسة الدولة، نجح الإعلامي ورجل الأعمال عماد الدين أديب بإذاعته «نجوم أف أم» بالاشتراك مع «اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري» لتبث الإذاعة من القاهرة من مدينة الإنتاج الإعلامي في مدينة السادس من أكتوبر. وعلى رغم تصدّر الإذاعة موقعاً متقدماً بعد انحسار دور الإذاعة عموماً بسبب ظهور التلفزيون ومن بعده الإنترنت، يعزو عدد من المراقبين نجاح الإذاعة إلى المشهد الإعلامي في مصر بسبب إذاعتها أغاني مطربين من جيل الشباب مع توجهها إلى الشباب فقط من دون أي شريحة عمرية أخرى، إضافة إلى رخص الإعلانات فيها عن غيرها من الإذاعات المصرية. وترى جيهان عبدالله، إحدى مقدِّمات الإذاعة، أن رواج الإذاعة ونجاحها يعود إلى أنها إذاعة شبابية تخاطب الشباب بلغتهم، إضافة إلى بثها عدداً من البرامج الترفيهية التي تستهوي قاعدة عريضة من الجمهور. ورفضت جيهان فكرة تقديم المحطة لمضامين جادة باللغة الفصحى أو ما شابه ذلك لأنها ليست قناة ثقافية أو إخبارية. وعن تقويمها مستوى الإذاعة بعد 6 سنوات من ميلادها، تقول: «الإذاعة تشهد تجديداً كل عام تقريباً على مستوى المذيعين والبرامج والإنتاج والضيوف وحتى الأغاني، ما يجعلها في الواجهة بين الإذاعات المصرية الأخرى». ويتفق مع جيهان زميلها في المحطة المذيع أكرم حسني، نافياً عن المحطة سطحية مضمونها. لكنه يشير إلى ان «رخصة بث الإذاعة هي أغان وترفيه... وتالياً من الصعب بث برامج سياسية أو ثقافية». وزاد قائلاً: «نتجه دائماً نحو التطوير، إذ يتم تقديم مادة ترفيه شيقة تتخللها في الوقت ذاته معلومة مفيدة للمستمع تضيف إلى ثقافته العامة». ويعتبر برنامج «أنا والنجوم وهواك»، وهو برنامج رومانسي عن الحب والمشاكل العاطفية للإعلامي أسامة منير، الذي أطلق أخيراً إذاعته «محطة مصر» على الشبكة العنكبوتية، من أشهر برامج المحطة، إذ تعرض لنقد الكثيرين لجرأته تناول مثل هذه المواضيع، خصوصاً مع المراهقات والسيدات. وتتنوع آراء مستمعي المحطة ونظرتهم إليها، كل بحسب عمره وثقافته. ويرى أحمد سعيد (20 سنة) أن «نجوم أف أم» تقدم مادة ترفيه مسلية بعيدة من تعقيدات الإذاعات الرسمية ورتابتها، لكنه يأخذ على المحطة زيادة عدد الإعلانات التي تبثها، ما يصيبه بالملل. ويرى حسين فوزي (38 سنة) أن أهم ما يميز المحطة هو بساطة اللغة، ويقول: «إنهم يتواصلون مع الشباب والفئات ذات الخلفيات الثقافية البسيطة بالمصطلحات اليومية التي يتحدثون بها، كما أن كل المذيعين تقريباً شباب، لكن يزعجني استخدام بعضهم لبعض الكلمات الإنكليزية أثناء الحديث». أما مديحة عيسي (57 سنة) فتؤكد أنها لا تستمع إلى المحطة إلا من خلال أولادها ذوي المراحل العمرية المختلفة، بين 14 و27 سنة، لأنها من عشاق أم كلثوم خصوصاً والغناء الطربي القديم عموماً، والذي تجده إما على القنوات التلفزيونية المتخصصة في هذا النوع أو عبر إذاعة الشرق الأوسط المصرية. ومن أبرز الخلافات التي مرت بها المحطة مع مطربين كان مع الفنانة اللبنانية دوللي شاهين التي شنت هجوماً حاداً على الإذاعة متهمة إياها باضطهادها وتعمد عدم إذاعة أغانيها بعد قرارها رفض أغنيتي «منتش قدي»، و «لازم يوقف ما دام أنا جيت» لأنها تحمل إيحاءات جنسية، لكن إدارة الإذاعة أصرت على أن كلمات الأغنيتين لا تتناسب مع سياستها، إذ إنها تتعامل مع مجتمع مصري شرقي. وكان البث الإذاعي بدأ في مصر للمرة الأولى في عشرينات القرن الماضي، إذ كانت الإذاعات وقتها مركزة في القاهرة والإسكندرية، وملكاً لجمعيات أهلية وأفراد. وفي 31 أيار (مايو) 1934، بدأ بث أول محطة إذاعية في مصر تملكها الحكومة.