طالب آلاف المتظاهرين المناوئين للرئيس علي عبدالله صالح امس في صنعاء بتعليق عضوية اليمن في الجامعة العربية على غرار سوريا. وسار المتظاهرون من ساحة التغيير باتجاه حي الحصبة في شمال صنعاء، وهتفوا "يا جامعة الدول العربية نطلب تجميد العضوية". كما ردد المتظاهرون "لا ضمانة لا حصانة للقاتل علي واعوانه" مؤكدين بذلك رفضهم لمنح الرئيس اليمني اي حصانة من الملاحقة القانونية. واطلقت القوات الموالية طلقات تحذيرية في الهواء عندما اقترب المتظاهرون من منزل يملكه الرئيس في حي الحصبة. وكانت الجامعة العربية قررت في 12 تشرين الثاني/نوفمبر تعليق عضوية سوريا في اجتماعاتها، وقد صوت اليمن ولبنان ضد هذا القرار. واعتبر موفد الأممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر الثلاثاء انه يمكن التوصل الى "تسوية" بين السلطة والمعارضة لايجاد مخرج للازمة التي تعصف بالبلاد منذ حوالى عشرة اشهر. في شأن يمني اخر اشتبك مسلحون من الحوثيين في الايام الماضية مع مناصرين للقاء المشترك المعارض في ظل تقارب على ما يبدو بينهم وبين نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي خاضوا معه ست حروب منذ 2004، بحسبما افادت مصادر قبلية ودبلوماسية. واكدت هذه المصادر المتطابقة ان الحوثيين الذين يقودهم عبدالملك الحوثي ومعقلهم محافظة صعدة في شمال البلاد، يتوسعون ميدانيا "باتفاق" مع النظام، وقد اشتبكوا مرارا في الايام الماضية مع مسلحين موالين للقاء المشترك (المعارضة البرلمانية) وللتجمع الوطني للاصلاح (اسلامي) الذي يشكل القوة الرئيسية في اللقاء. وقال شيخ قبلي لوكالة فرانس برس "برزت حالة من التوسع الملحوظ لجماعة الحوثي في محافظة حجة والجوف وعمران في شمال البلاد اضافة الى وصنعاء والمحويت" القريبة. وذكر هذا الشيخ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الحوثيين أحيوا هذه السنة يوم الغدير، وهو ذكرى تولي الامام علي الخلافة، في صنعاء المدينة وفي مدينة جحانة بمنطقة خولان شرق العاصمة اليمنية، حيث شارك انصار الحوثيين في الاحتفالات من مختلف انحاء اليمن. كما تم الاحتفال بهذا العيد في معاقل الحوثيين الزيديين في صعدة والجوف (شمال). وصرح أمين العكيمي رئيس مجلس قبائل بكيل لوكالة فرانس برس انه "حصل خلال هذه الاحتفالات في الجوف اشتباك بين الحوثيين وانصار اللقاء المشترك يوم الاثنين أسفر عن مقتل ستة اشخاص، ثلاثة من كل طرف". وكشف مصدر معارض من اللقاء المشترك لوكالة فرانس برس عن "مواجهات مسلحة وقعت بين عناصر تابعة للحوثي وانصار اللقاء المشترك في منطقة عاهم ومنطقة كشر والشرفين في محافظة حجة (شمال)، حيث سقط قتلى وجرحى". وذكر المصدر انه سجل توترا شديدا بين الحوثيين والمعارضة في المحويت بالقرب من صنعاء. واكدت مصادر متطابقة دبلوماسية وقبلية لوكالة فرانس برس ان هذا "التوسع" الحوثي ياتي باتفاق مع الرئيس صالح لبناء تحالف جديد بينهم. ولطالما اتهم صالح الحوثيين في الماضي بالولاء لمرجعيات في ايران، مع العلم انه شخصيا من الزيديين الذي يشكلون غالبية السكان في شمال البلاد. واكد مصدر دبلوماسي رفيع لوكالة فرانس برس ان "الرئيس اليمني ليس العدو الاول للحوثيين بل التجمع الوطني للاصلاح" القريب من خط الاخوان المسلمين، ضافة الى "اللواء المنشق علي محسن الاحمر الذي كان في مواجهتهم عندما كان الذراع اليمنى للرئيس". ويتزعم الشيخ حميد الاحمر، اخو زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الاحمر، التجمع الوطني للاصلاح الذي بات من أهم أعداء صالح بعد ان كان من ابرز حلفائه.