قتل 10 عناصر من أنصار الشريعة، إحدى جماعات تنظيم القاعدة باليمن بينهم 4 أجانب، بقصف مدفعي للقوات العسكرية في محافظة أبين جنوبي البلاد أمس. وأفادت مصادر أمنية أن القصف طال مباني حكومية تحصن بها عناصر التنظيم في منطقتي زنجبار والكود، واستهدف أيضا الآليات العسكرية التي استولى عليها التنظيم إثر سقوط زنجبار في مايو الماضي. وأشار المصدر إلى أن "أحد القتلى يكنى بأبو ليث وهو باكستاني الجنسية، والثاني إيراني يكنى بأبو سلمان، كما أن هناك صوماليين اثنين بين القتلى". وذكر شهود عيان أن المسلحين نقلوا القتلى إلى مقبرة جعار بالقرب من زنجبار. وأفاد سكان محليون في جعار أن أجانب ينتمون إلى القاعدة عززوا تواجدهم في البلدة بشكل لافت منذ ثلاثة أيام، بينهم عدد من المصريين والعراقيين والليبيين والأفارقة. إلى ذلك، اصطدمت جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر بعراقيل تحول دون الحصول على دخول البلاد مرحلة جديدة بتوقيع المبادرة الخليجية قبل أيام قليلة من موعد تقديم تقريره إلى مجلس الأمن. وجاء ذلك، وسط مظاهر انسداد سياسي عبّر عنه الرئيس علي عبدالله صالح بعزمه التنحي عن الحكم شرط الاتفاق على آلية تنفيذية للمبادرة قبل التوقيع عليها. ورغم التفاؤل الذي أبداه ابن عمر في التوصل إلى تسوية سياسية، فإن معارضي صالح يرون أنه وقع في فخ مشاورات لا نهاية لها خصوصاً بعدما حشر أركان نظامه ومعارضيه في ماراثون مشاورات لا طائل لها للاتفاق على آلية تنفيذية لمبادرة لم توقع بعد، فيما بقي يراقب التفاعلات من مكان بعيد. وبعد ستة أيام من المشاورات التي جمعت المبعوث الأممي مع ممثلين عن الحزب الحاكم وقادة الجيش الموالين للثورة وقادة أحزاب المعارضة، لا يبدو أن التفاعلات تسير باتجاه التسوية. ومن المقرر أن يقدم ابن عمر الاثنين المقبل تقريره إلى مجلس الأمن حول نتائج زيارته إلى اليمن، وسط أنباء عن فشلها. وفي السياق، طالب آلاف المتظاهرين المناوئين للرئيس صالح أمس في صنعاء بتعليق عضوية اليمن في الجامعة العربية على غرار سورية، وأكدوا رفضهم لمنح الرئيس اليمني أي حصانة من الملاحقة القانونية. وأطلقت القوات الموالية طلقات تحذيرية في الهواء عندما اقترب المتظاهرون من منزل يملكه الرئيس في حي الحصبة. على صعيد آخر تطورت الأحداث في المنطقة الشمالية، بعدما بدأ الحوثيون بالتمدد في المناطق التي كانوا يجدون صعوبة في الوصول إليها قبل الأزمة الحالية. واشتبك مسلحون من الحوثيين في الأيام الماضية مع مناصرين للقاء المشترك المعارض في ظل تقارب على ما يبدو بينهم وبين نظام الرئيس صالح. وأكدت مصادر قبلية ودبلوماسية أن الحوثيين يتوسعون ميدانيا باتفاق مع النظام، واشتبكوا مع مسلحين موالين للقاء المشترك خاصة في منطقة عاهم ومنطقة كشر والشرفين بمحافظة حجة، حيث سقط قتلى وجرحى من الجانبين.