عندما يبدأ المزارعون في منطقة الجوف بجني ثمار أشجار الزيتون يلحظ الزائر لهذه المزارع التظاهرة الزراعية والحركة الدائبة لجني هذه الثمرة رغم معاناة الجني لما تحتاجه من وفرة في الأيدي العاملة. ويقوم المزارعون بتوريد إنتاجهم إلى معاصر الزيتون المنتشرة في المنطقة لعصره وتحويله إلى زيت نقي كما يقوم البعض بحجز الكميات المخصصة للتخليل والقيام بتخليلها لطرحها في الأسواق المحلية. وتعتبر منطقة الجوف من أكثر مناطق المملكة اهتماماً بالزيتون حيث تبلغ عدد أشجار الزيتون في المنطقة حوالي ثلاث عشرة مليون شجرة معظمها منتج وتمتلك الشركات الزراعية الكبرى الكمية الأكبر حيث تسوق إنتاجها السنوي داخل وخارج المملكة ويبلغ إنتاج المنطقة سنوياً أكثر من مائتي ألف طن من الزيتون المخلل وأكثر من (50) الف طن زيت زيتون سنوياً. ويمتاز زيت الزيتون المنتج بالجوف انه خالٍ من الأسمدة المركبة والهرمونات حيث تعتمد الشركات والمزارعون على حد سواء على الأسمدة الطبيعية حيث تعد المنطقة الأن صاحبة المركز الأول لإنتاج زيت الزيتون وكذلك ثمار الزيتون المخلل على مستوى المملكة بل إن صادراتها تعدت المملكة إلى دول الخليج والعالم العربي حتى وصلت إلى اسبانيا. وأوضح عدد من أصحاب معاصر الزيتون في المنطقة أن الفترة الأخيرة شهدت انتشاراً في جميع مدن ومحافظات المنطقة وذلك بعد أن تأسست أول معصرة للزيتون بالمنطقة في محافظة القريات بعدها انتشرت المعاصر في بقية مدن ومحافظات المنطقة حتى وصلت اليوم إلى ست عشرة معصرة تخدم المزارعين والشركات في المنطقة. وعن المراحل التي يمر بها الزيتون، أكد اصحاب المعاصر انه يمر بعدة مراحل تبدأ عند استقبال كميات الزيتون من المزارعين في المعصرة حيث يتم غسيل الزيتون بعدما يتم شفط الشوائب وبعد ذلك تتم مرحلة الكسارة والعجانة والفرازات الى ان يتم تصفية الزيت وصولاً للمرحلة النهائية وهي التعبئة. تاريخيا، اشجار الزيتون المتحجرة التي وجدت في أماكن متعددة من أراضي الجوف أكدت أن الجوف منشأ هذه الشجرة وقد أكد علماء الآثار أن الأشجار التي وجدت تعود إلى ملايين السنين مما يؤكد توافق هذه الشجرة مع الطبيعة المناخية والتربة والمياه في أرض الجوف، وتعيش أشجار الزيتون حياة طويلة، حيث يُعتقد بأن حياتها قد تمتد من 300 إلى 600 سنة، أو حتى أكثر من ذلك. وحتى إذا ماتت الساق والأغصان، فإن الشجرة قادرة على أن تنبت من جديد وتعيد الحياة إلى شجرةٍ جديدة.