عندما يبدأ المزارعون في منطقة الجوف بجني ثمار أشجار الزيتون يلحظ الزائر لمزارع الجوف التظاهرة الزراعية والحركة الدائبة لجني هذه الثمرة المباركة رغم معاناة الجني بسبب أنها تحتاج إلى وفرة الأيدي العاملة. ويقوم المزارعون بتوريد إنتاجهم إلى معاصر الزيتون المنتشرة في المنطقة لعصره وتحويله إلى زيت نقي كما يقوم البعض بحجز الكميات المخصصة للتخليل والقيام بتخليلها لطرحها في الأسواق المحلية. وتعتبر منطقة الجوف من أكثر مناطق المملكة اهتماماً بالزيتون حيث تبلغ عدد أشجار الزيتون في المنطقة حوالي ثلاثة عشر مليون شجرة معظمها منتج وتمتلك الشركات الزراعية الكبرى الكمية الأكبر حيث تسوق إنتاجها السنوي داخل وخارج المملكة ويبلغ إنتاج المنطقة سنوياً أكثر من مائتي ألف طن من الزيتون المخلل وأكثر من (50) الف طن زيت زيتون سنوياً. ويمتاز زيت الزيتون المنتج بالجوف انه خال من الأسمدة المركبة والهرمونات حيث تعتمد الشركات والمزارعون على حد سواء على الأسمدة الطبيعية حيث تعد المنطقة الآن صاحبة المركز الأول لإنتاج زيت الزيتون وكذلك ثمار الزيتون المخلل على مستوى المملكة بل أن صادراتها تعدت المملكة إلى دول الخليج والعالم العربي بل إلى اسبانيا حتى أصبح زيت زيتون الجوف مطلباً ملحاً على الموائد في كل مكان. وأوضح عدد من أصحاب معاصر الزيتون في المنطقة أن الفترة الأخيرة شهدت انتشاراً في جميع مدن ومحافظات المنطقة وذلك بعد أن تأسست أول معصرة للزيتون بالمنطقة في محافظة القريات بعدها انتشرت المعاصر في بقية مدن ومحافظات المنطقة حتى وصلت اليوم إلى خمس عشرة معصرة تخدم المزارعين والشركات في المنطقة. أنسب وقت لقطف ثمار الزيتون لاستخراج زيت الزيتون هو عند اسوداد الثمار بدرجة 70% وحتى 100% في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الثاني ثم توريدها إلى المعصرة ليعطي زيتاً أكثر وأفضل جودة. وبيّن أصحاب المعاصر أن هناك عدة مراحل تتم لديهم عند استقبال كميات الزيتون من المزارعين في المعصرة عبر عدة خطوات حتى يتم الوصول للزيت النقي مشيرين إلى أنها تبدأ بمرحلة غسيل الزيتون بعده يتم شفط الشوائب وبعد ذلك تتم مرحلة الكسارة والعجانة والفرازات الى ان يتم تصفية الزيت وصولاً لمرحلة النهائية لمرحلة التعبئة. من جهته أوضح الأستاذ الدكتور الهاشمي المهري خبير الزيتون بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أن مكونات ثمار الزيتون تعتبر من الثمار الغضة، ويمثل الماء والزيت حوالي 85- 90% من إجمالي وزن الثمار والباقي عبارة عن سكريات وبروتينات وعناصر معدنية. وتتكون من لب (طبقة متوسطة شحمية) وبذرة صلبة. زيت الزيتون مادة طبيعية نحصل عليها بعد عصر ثمار الزيتون، وهي خالية من المواد الإضافية والملونة، لا مجال لأي عملية كيميائية خلال استخراج الزيت وتحضيره ويتم ذلك بطرق ميكانيكية فقط بالضغط أو الطرد المركزي أو الترقيد. وينفرد زيت الزيتون عن الزيوت النباتية الأخرى بأنه الزيت الوحيد الذي يؤكل مباشرة بشكله الطبيعي. وعن التركيب الكيماوي لزيت الزيتون أجاب بأنه يحتوي على 97% من مواد دهنية (الغليسيريدات) والباقي عبارة عن مكونات غير جلسريدية. كما يحوي زيت الزيتون على نسبة عالية من الفيتامينات الضرورية للجسم ومواد ملونة كلوروفيل ومواد عطرية تكسبه رائحة وطعما خاصا وعلى كميات ضئيلة من العناصر المعدنية حديد، منغنيز، كالسيوم.