تغيبت عن القراء والسبب أنني قضيت أسبوعا في المستشفى الأميركي في باريس لإجراء فحوصات على العمود الفقري، من جراء آلام في القدم اليسرى، وقد أجريت نفس الفحوصات في جدة، وقيل لي ان إحدى الفقرات تضغط على الفقرة التي تليها، وأعطيت أدوية ولكنها لم تكن فعالة، والمهم أجريت لي فحوصات على أجهزة استشعار حديثة Scanning لا يوجد لها مثيل في جدة، واتضح أن الفقرات سليمة، ولا توجد فقرة تضغط على الأخرى، وأن سبب الألم التهاب في عصب القدم.. وتوقفت لحظة لأتأمل أحوالنا وأتأسى منها وأحزن، فنحن نذهب إلى مستشفيات خاصة في بلدنا ونتكلف أموالا باهظة، ونتلقى نتائج مغلوطة أو خاطئة، وقد تكون مميتة، ولكم أن تتصوروا لو أن أحد الأطباء اقترح إجراء عملية في العمود الفقري لتعديل الفقرة، وهي عملية صعبة محفوفة بالمخاطر، قد يكون من آثارها الشلل لو كانت خاطئة، وأعرف أشخاصا أصيبوا فعلا بالشلل من جراء عمليات خاطئة في العمود الفقري، والمهم كانت فاتورة المستشفى عالية، وتصورت أحوال السعوديين الذين لا يجدون العلاج الناجع في البلد، ويسافرون بحثا عنه في الخارج ويتكلفون أموالا باهظة في تذاكر السفر والإقامة بعض الوقت في الفنادق ثم تكاليف المستشفى نفسها، وهي أموال اعتبرها مهدرة لأنها لم نكن لندفعها لو كان الطب متقدما في بلادنا ويجاري ما يستجد عليه ويستحدث في أوروبا وأميركا، ولو كان الأطباء - وأنا أشعر بالأسف لأن أقولها - على مستوى نفس الأطباء في الخارج. والعجيب أن حتى أحدث المستشفيات في البلد، ولي تجربة مريرة من أحدثها في جدة، تعتبر متأخرة، وليست مجهزة تجهيزا حديثا وكاملا بأحدث الأجهزة، وعلى سبيل المثال جهاز Pet Scann لا يوجد إلا في المستشفى التخصصي في الرياض بينما يوجد في معظم مستشفيات باريس، وقد أطلت مع أن هناك الكثير الذي يمكن أن أقوله في هذا الصدد.