من المشاهد اليومية المألوفة في أغلب الأسواق هي إقدام أصحاب المحلات التجارية على إغلاق وحجز الأماكن والمواقف العامة المواجهة لمحلاتهم وذلك بواسطة وضع حواجز متنوعة كوضع لافتات على قواعد مثبتة بعوارض اسمنتية أو حديدية أو خشبية بالإضافة إلى استخدام البعض لحبال أو سلاسل تربط بين عمودين لمنع دخول السيارات، وغير ذلك من الوسائل التي تسهم في نهاية المطاف في مضاعفة مشاكل الاختناق والزحام، وخلق أزمات في مواقف السيارات التي تعاني منها أغلب مدننا. ويبدو أن أصحاب هذه المحلات نسوا أو تجاهلوا أن الشوارع والطرقات العامة هي أماكن ليست داخله في حوزة أملاك محلاتهم، وإنما هي أماكن ومواقف عامة لا يمكن استغلالها بمثل تلك الوسائل إلا في أضيق الحالات، وليست بالشكل الدائم الذي تعودنا عليه في معظم أسواقنا، وهذا لا شك يعتبر استغلالاً واعتداء على الملكية العامة وهو بذلك مخالف للنظم بما في ذلك أنظمة المرور ذاتها.. ولكن رغم ذلك نشاهد الكثير من أصحاب تلك المحلات يقومون بتثبيت الحواجز بشكل دائم أمام محلاتهم بصورة لافتة من أجل منع السيارات والمركبات من الوقوف أمام المحل أو حتى باب المنزل. ورغم أن ذلك قد يسبب ازعاجاً وإغلاق المحل حينما تكون المركبة واقفة أمام باب المحل أو باب المنزل، إلا أن ذلك غير جائز بالطبع لحجز وإغلاق تلك الأماكن بهذه الطريقة خاصة حينما تكون الشوارع والطرق والمنافذ أماكن ضيقة وهو ما يؤدي إلى مضاعفة ازدحام واختناق تلك الطرق وإرباك الحركة المرورية. وفي هذا الشأن قامت الجهات المعنية في بعض المناطق بتنظيم مثل هذه الأماكن والمواقف القريبة من المحلات التجارية والمنازل بوضع لافتات إشادية توضح الطرق الصحيحة لاستخدام تلك المواقف، وقد حملت هذه اللافتات عبارات (للتحميل والتنزيل فقط) بالنسبة للمحلات التجارية و(ممنوع الوقوف) بالنسبة للأماكن القريبة. من المنازل أو بعض المؤسسات الواقعة خاصة في الطرق الضيقة أو الأخرى التي تزدحم فيها الحركة المرورية، لذا فالمطلوب من الجهات المعنية بتنظيم هذه المواقف مراعاة تعميم مثل هذا التنظيم عبر وضع هذه اللافتات في المواقع الحيوية الهامة التي تكثر فيها المحلات التجارية، أو الأماكن الأخرى القريبة من بعض المنازل التي تغص بحركة سير كثيفة أو منافذ ضيقة لا تستوجب مرور أكثر من مركبتين في اتجاهين معاكسين، مع تنظيم الحركة بها وجعلها في اتجاه واحد فقط لا يسمح السير بها في الاتجاه المعاكس، وذلك أسوة بما هو متبع في بعض الشوارع أو بعض المناطق الأخرى وهذا لا شك حرصاً على السلامة العامة ونشر الوعي المروري بين جميع المواطنين.