اتهمت دمشقواشنطن الاحد ب "التورط مباشرة" في اعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار/مارس، مؤكدة ان دعوة الخارجية الاميركية الناشطين السوريين لعدم الاستجابة لعرض النظام بالعفو عنهم مقابل تسليم انفسهم هي "محاولة لتعطيل" المبادرة العربية التي "تبذل دمشق كل الجهد لتطبيقها". ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله ان "سوريا ترى في دعوة الخارجية الاميركية للمسلحين عدم تسليم أسلحتهم تورطا مباشرا للولايات المتحدة بإحداث الفتنة والعنف في سوريا التي كلفت الشعب السوري جيشا وشرطة ومواطنين الكثير من الضحايا الابرياء". واضاف ان "سوريا ترى في دعوة الولاياتالمتحدة هذه تشجيعا للمجموعات المسلحة على الاستمرار في عملياتها الاجرامية ضد الشعب والدولة ونفيا واضحا لسلمية التحركات في سوريا ورغبة وعملا ومحاولة لتعطيل عمل جامعة الدول العربية ومبادرتها التي تعمل على وضع حد للأزمة في سوريا واستعادة الامن والاستقرار للمواطنين". واشار المعلم الى انه وبعد ان اتخذت سوريا "خطوة هامة جدا لوقف العنف بأن دعت حملة السلاح إلى تسليم سلاحهم وأن يصار إلى إخلاء سبيلهم فورا فوجئت" بالدعوة الاميركية "لهؤلاء المسلحين بعدم تسليم أسلحتهم الى السلطات السورية". وكانت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية نصحت الجمعة الناشطين السوريين بعدم تسليم انفسهم الى النظام بعد ان عرض العفو عمن يسلم سلاحه، وقالت "لا انصح احدا بتسليم نفسه لسلطات النظام في الوقت الراهن"، معربة عن قلقها على سلامة من يفعل ذلك. واوضحت سانا ان المعلم وجه رسائل احتجاجية على الموقف الاميركي الى نظرائه في كل من روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل وكذلك الى رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية العربية والامين العام لجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن. واكد المعلم في رسائله ان "الحكومة السورية قد تعاملت بايجابية مع مبادرة الجامعة العربية وتبذل كل الجهد لتطبيقها". ودعا الوزير السوري الجهات التي راسلها الى "اخذ العلم بتورط الولاياتالمتحدة الفعلي بالاحداث الدامية في سوريا وإدانة هذا التورط وعمل كل ما يلزم لوضع حد له ومساعدة الحكومة السورية على توفير البيئة المناسبة من أجل تنفيذ الاتفاق الذي جرى بين سوريا والجامعة العربية". وكان النظام السوري وافق الاربعاء على خطة عربية للخروج من الازمة تنص على وقف تام لاعمال العنف والافراج عن جميع الذين اعتقلوا على خلفية الحركة الاحتجاجية وسحب الجيش من المدن والسماح بدخول مراقبين وصحافيين دوليين تمهيدا لعقد مؤتمر حوار وطني بينه وبين كافة اطياف المعارضة السورية. ولكن جامعة الدول العربية اتهمت دمشق الاحد بعدم تنفيذ الالتزامات التي وافقت عليها في الخطة العربية، بينما شدد نظام الرئيس بشار الاسد قمعه للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحيه وقتل في اول ايام عيد الاضحى 19 مدنيا على الاقل، غالبيتهم في حمص (وسط)، بحسب ناشطين.