دمر مقر صحيفة "تشارلي ايبدو" الهزلية الفرنسية التي كانت تنوي إصدار عدد خاص تجعل من النبي محمد صلى الله عليه وسلم "رئيس تحريره"، في حريق مفتعل فجر أمس في باريس، على ما افاد مصدر في الشرطة مشيرا الى القاء زجاجة مولوتوف. وقررت الصحيفة اصدار عدد خاص أمس الاربعاء بعنوان "شريعة ايبدو" "احتفالا بفوز" حزب النهضة الاسلامي في الانتخابات التونسية، على ما اوضحت. وقال المصدر في الشرطة ان الحريق اندلع "حوالي الساعة الواحدة صباحا" و"تمت السيطرة عليه ولم يوقع اي اصابة" كما "لم تحصل توقيفات". وعزا المصدر الحريق الى القاء زجاجة مولوتوف مضيفا انه "ينبغي ان يؤكد التحقيق ذلك". وقال طبيب الطوارئ باتريك بيلو في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس في موقع الحريق ان الزجاجة الحارقة القيت على ما يبدو "على الواجهة وادت الى اشتعال النيران في النظام المعلوماتي". وقال بيلو "دمر كل شيء". من جهته اكد مدير الصحيفة الرسام شارب في اتصال اجرته معه فرانس برس ان "جهاز اخراج الصحيفة احترق، والدخان الاسود يكسو كل شيء، والنظام الكهربائي ذاب". واوضح "تلقينا الكثير من رسائل الاحتجاج والتهديد والشتائم على تويتر وفيسبوك" مشيرا الى ان ادارة الصحيفة كانت تستعد لتقديم هذه الرسائل الى الشرطة. وقد جاءت غالبية ردود فعل الطبقة السياسية الفرنسية أمس منددة بعملية إحراق المجلة معتبرة أن ذلك يتنافى ومبدأ حرية التعبير. وصدرت مثل هذه الردود مثلاً عن غزافييه برتران وزير العمل وجان لو ميلانشان مرشح أقصى اليسار إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة وكريستين بوتان رئيسة "الحزب المسيحي الديمقراطي" والمرشحة هي الأخرى إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولكن أصواتا كثيرة من بين صفوف مسلمي فرنسا نددت أمس بإقدام المجلة على نشر مثل هذه الرسوم واعتبرتها مبادرة مقصودة لاستفزاز المسلمين وتغذية مشاعر الحقد والكراهية والعنصرية لدى اليمين المتطرف على أبواب الحملة الانتخابية الرئاسية. وليست هذه هي المرة الأولى التي تعمد فيها المجلة الفرنسية إلى استفزاز مشاعر المسلمين. فقد كانت من المجلات التي أعادت رسم بعض الصور الكاريكاتورية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها جريدة " إيلاندس بوستن " الدانماركية عام 2005. وتسبب ذلك في أحداث عنف دامية في العالم كله. وكان مسجد باريس الكبير واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا قد قدما شكوى ضد المجلة بسبب نشر مثل هذه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام والمسلمين. ولكن القضاء الفرنسي برأ المجلة بحجة أن ما قامت به يندرج في إطار حرية التعبير.