في أول ردة فعل رسمية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحجب موقع يوتيوب بالكامل في حال عدم حجب الروابط والمواقع الإلكترونية التي تمكن من الوصول للفيلم المسيء للرسول؛ أعلنت شركة "جوجل" المالكة ل"يوتيوب" حجب الفيديو المسيء في المملكة اعتبارا من أمس. وأكدت الشركة في تصريح إلى "الوطن" أن "يوتيوب" استجاب للطلب الذي تقدمت به الجهات المختصة في السعودية انطلاقا من المبادئ التي أعلنها الموقع منذ إطلاقه عام 2007، لافتة إلى أن حجب الفيلم في العديد من الدول يأتي لاعتبارات دينية، إضافة إلى مخالفته الأنظمة والقوانين.وأوضحت الشركة أن البلدان التي تحتوي إصدارات محلية ليوتيوب، يتم حجب الفيديو فيها، فور الإبلاغ بعدم قانونيته، كما يقيد الوصول إليه بعد عملية مراجعة شاملة. إلى ذلك، أدى نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي إلى دعوة السلطات الفرنسية لسفاراتها ومدارسها للتعطل عن العمل يوم غد في 20 دولة، ودعا موقع وزارة الخارجية الفرنسية على شبكة الإنترنت المسافرين إلى "أخذ" أقصى درجات الحذر" نظرا إلى "الاضطرابات الراهنة" في بعض دول العالم الإسلامي، فيما دعت الجامعة العربية إلى الرد سلميا على الرسوم التي دانها الأزهر. صبت مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الزيت على نار الفتنة التي أطلقها الفيلم المسيء للرسول، عبر نشرها رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول، رغم المساعي التي بذلتها الحكومة الفرنسية لإثناء المجلة عن ذلك. وقد انتقدت باريس قرار المجلة، إلا أنها حثت من صدمتهم الصور على اللجوء إلى المحاكم. كما اتخذت قرارات بحماية مكاتب المجلة وأصدرت تعليمات بالإقفال إلى المدارس والسفارات الفرنسية في 20 دولة يوم غد. ودعت الجامعة العربية إلى الرد سلميا على الرسوم التي دانها الأزهر. وظهر على غلاف المجلة التي وزعت أمس يهودي متشدد يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه شخص يرتدي عمامة إلى جانب العديد من الرسومات في الصفحات الداخلية بعضها رسوم كاريكاتورية عارية تسخر من النبي محمد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لراديو فرانس انفو "هل من الملائم أو الحكمة في هذا المناخ وضع الزيت على النار. الإجابة لا.. أنا قلق للغاية ... حين رأيت ذلك أصدرت على الفور تعليماتي بأخذ احتياطيات أمنية خاصة في جميع الدول التي يمكن أن تقع فيها مشاكل." ودعا موقع وزارة الخارجية الفرنسية على شبكة الإنترنت المسافرين "إلى أخذ أقصى درجات الحذر" نظرا إلى "الاضطرابات الراهنة" في العالم الإسلامي. وفي باكستان، تلقى الرعايا الفرنسيون رسائل نصية جاء فيها "تهديدات خاصة للجالية الفرنسية والمصالح الفرنسية على إثر نشر مجلة "شارلي ايبدو" رسوما كاريكاتورية. ندعوكم إلى أقصى درجات الحذر". ومع استمرار موجة الغضب حيال الفيلم المسيء التي أشعلت أعمال عنف واحتجاجات في العالم الإسلامي قال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت إن السلطات رفضت طلبا للسماح بمسيرة في باريس السبت المقبل احتجاجا على الفيلم. وردا على سؤال عن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها المجلة الفرنسية قال آيرولت "نحن في بلد حيث حرية التعبير محفوظة وحرية رسم الكاريكاتور أيضا". وأضاف "على كل فرد أن يمارس هذه الحرية ويحترمها"، ولكن "إذا شعر أناس حقا بأنه أسيء إليهم في قناعاتهم ويعتقدون فعلا حصول تجاوز للقانون -نحن في دولة قانون ودولة القانون هذه يجب أن تحترم-- فبإمكانهم اللجوء إلى المحاكم. لقد سبق وأن حصل هذا الأمر مع هذه المجلة". وردا على نشر الصور صرح القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة المصري عصام العريان "نرفض ونشجب الرسوم الفرنسية التي تسيء للنبي وندين أي عمل يشوه المقدسات". ولمجلة "شارلي إيبدو" تاريخ طويل في استفزاز المشاعر. وكانت مكاتب المجلة في العاصمة الفرنسية باريس تعرضت لهجوم بقنبلة حارقة في نوفمبر بعد أن نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا للنبي محمد. واتهم المجلس الفرنسي الإسلامي -وهو الهيئة الرئيسية التي تمثل المسلمين في فرنسا-المجلة بإلهاب المشاعر المعادية للمسلمين في مثل هذا الوقت العصيب. من جهة أخرى، تتواصل في عواصم عربية وإسلامية موجة الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للإسلام الذي انتج في الولاياتالمتحدة الأميركية، حيث تعرض مطعم أميركي لإطلاق نار في جنوب لبنان، فيما قررت الحكومة الباكستانية أمس تقديم احتجاج رسمي إلى الولاياتالمتحدة الأميركية على الفيلم. كما شارك مئات الطلاب في شرق أفغانستان في مظاهرة أمس ضد الفيلم، مرددين شعارات مناهضة للولايات المتحدة، وأغلقوا الطريق السريع بين كابول وجلال أباد لمدة ساعة تقريبا. وردد المئات من أهالي مدينة كربلاء خلال مظاهرة شعارات تندد بعرض الفيلم وتحذر من مغبة الاستمرار في الإساءة للمقدسات الإسلامية. وفيما أعلنت ألمانيا أنها ستواصل إغلاق سفارتها في الخرطوم، حث الرئيس الأميركي باراك أوباما زعماء العالم الإسلامي على المساعدة في ضمان سلامة الأميركيين في بلدانهم، واصفا الفيلم بأنه "مهين" لكنه قال إنه ليس مبررا للعنف.