في الجولة الماضية من الدوري انطلقت حافلة الفريق الهجراوي الكروي من الأحساء متوجهة إلى القصيم قاطعة أكثر من 900 كم من أجل خوض الفريق مباراة دورية أمام مستضيفه الرائد ضمن دورين "زين" السعودي للمحترفين!! وبعد عناء الطريق استقر بهم الحال في مدينة بريدة قبل المباراة بيوم وقبل أن يعود من الطريق ذاته وعلى الحافلة ذاتها قطفوا نتاج جهدهم في الملعب بفوزهم الصريح على الرائد 2-1 وإضافة ثلاث نقاط إلى رصيدهم؛ ليؤكدوا أن الترحال وقطع المسافة الطويلة لا يؤثر على عطاء اللاعب. يبدو أن سياسة التأجيل والتقديم التي تتبعها لجنة المسابقات باتحاد الكرة تخضع لأمور وموازين مختلفة ولا ترتبط بالمصلحة العامة ولا الاستناد على اللوائح والأنظمة، إذ عندما يكون مبرر التأجيل مقبولاً فإن الأمر أو الحق الخاص لطالب التأجيل يرفض على طريقة «لا.. والسلام.. ولا تناقش!!» دون حتى ربما الاستماع لمبررات التأجيل، وفي المقابل تتفاجأ الجماهير بتأجيل مواجهات من خلال تعامل مختلف على طريقة "وعين الرضا"!! حتى لو أدى الأمر إلى إرباك جدول دوري "زين" وإعادة اللغط و"اللخبطة" في المسابقة. ثمة أسئلة تفرض طرحها في مشهد حقيقي يصور واقع اللجنة ومزاجيتها في مواضيع التأجيل، فاللجنة التي أجلت مواجهة النصر والأنصار والأهلي والفيصلي بحجة عدم وجود حجوزات هي ذاتها اللجنة التي غفلت أو تغافلت سفر فريق هجر براً من الأحساء إلى بريدة وبمسافة لا تقل عن المسافة التي استصعبتها اللجنة على النصر والأهلي ومما يزيد الغرابة في القرار ان الطرق ما بين المدن والمحافظات السعودية أصبحت مربوطة بحمد الله بطرق سريعة تتواجد على جوانبها جميع الخدمات عند الضرورة للتوقف والراحة، إذا تطلب الأمر ذلك. لجنة المسابقات التي أجلت للأهلي والنصر هي أيضاً اللجنة ذاتها التي كافأت بعض الأندية التي تمد المنتخبات باللاعبين على طريقتها الخاصة فعندما دعم فريق الهلال مثلاً المنتخب الأولمبي بسبعة لاعبين معظمهم من الاساسيين رفضت اللجنة طلب الهلال بتأجيل لقائه في دوري الأمير فيصل بن فهد وتقدير ظروفه لغياب حوالي 70 بالمائة من عناصر فريقه وأجبرته ان يلعب مرغماً بالاحتياطيين وسندهم ببعض لاعبي درجة الشباب ولم يهمها ان يخسر الفريق صدارته التي حافظ عليها بجدارة منذ انطلاقة المسابقة خصوصاً، والفريق الذي سينازله هو منافسه على الصدارة بقدر حضور عنادها ومكابرتها وكأنها تقول لبقية الأندية انتبهوا فكل من يدعم المنتخبات الوطنية بعدد أكبر سيتم التعامل معه بالطريقة ذاتها رضي من رضي وأبى من أبى. ولعل تلك التصرفات تعبر عن واقع الكرة السعودية الحالي وكيف تصنع اللجان المعوقات أمام عودة توهجها بقرارات ارتجالية غير مدروسة تطرح العديد من علامات الاستفهام؟!