في غير مناسبة، تتعرض لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم لسيل من الانتقادات، نتيجة عدم إيجاد مبررات مقنعة لغالبية قراراتها، إن كانت تلك المتعلقة بتأجيل مباراة، أو تحديد أوقات بعض المباريات الأخرى، إذ أن هذه القرارات مازالت تفتقد للمنطقية، وإن انتقد المتابعون حال مسابقاتنا بشكل مستمر، فإن ذلك قد يكون نتيجة لعدم اطلاع ومتابعة لردود الفعل، وابتعاد عما يدور في أوساط المتابعين، أو لضعف القدرة على التصرف ومعالجة الخلل، قبل إظهار روزنامة عادلة، توقِف الحديث عن اللغط في برمجة المسابقات كافة. آخر قرارات اللجنة المثيرة للجدل، كان تأجيل لقاء الهلال والأهلي في نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد والمقرر سلفاً يوم في 11 يناير الحالي، إذ أجلت اللجنة إقامة المواجهة حتى (السبت) 16 من الشهر ذاته، دون إعطاء مبرراً لهذا القرار في سياق الخبر الذي أوردته وسائل الإعلام، رغم أن أحاديث غير رسمية أشارت إلى أن التأجيل بسبب إرهاق لاعبي الأهلي عقب فراغهم من منازلة الهلال يوم الخميس الماضي في الرياض ضمن مباريات دوري "زين" للمحترفين، وهو مايفتح الأبواب لمزيد من التأويلات التي قد تمس أعضاء اللجنة وانتماءاتهم، وهذا ما لا يريده ولا يرضاه أحد. خطوة اللجنة الأخيرة، دفعت لتساؤلات لم تفلح محاولات المتابعين لتفسيرها، رغم تبرير عضو اللجنة محمد السراح هذا التأجيل في حديث فضائي، بأنه جاء من باب منح التكافؤ في الفرص لكل الأندية التي وصلت الدور نصف النهائي، وهو تبرير منافٍ للحقيقة، إذ سيلعب الشباب مع الفتح في الدور ذاته بعد مواجهتهما في الدوري بثلاثة أيام في الأحساء، وعلى الرغم من أن الفريقين سيتحملان عناء السفر من الرياض، وخوض المواجهة في الأحساء، وبقاء الهلال والأهلي في الرياض للعب مرة أخرى، ما دفع الدكتور مدني رحيمي للتهكم على قرارات اللجنة وتبريرات أعضائها ومطالبتهم باحترام عقول المتابعين، في مشهد لا يليق بواحدة من الأضلاع التنظيمية المهمة في المشهد الكروي. إن انتقاد قرارات اللجنة وتناوب أعضائها على محاولة توضيح الدوافع المنطقية لهكذا قرارات مع اختلاف الفرق المستفيدة، لا يعني أنه ترصد واصطياد لزلات اللجنة، بقدر أنه إيصال لتساؤلات متراكمة لم تجد من يجيب عليها طوال أشهر مضت، بل أن كل قرار تصدره اللجنة بات مدعاة لنسيان التساؤلات السابقة، في سبيل البحث عن تفسيرات واضحة لكل خطوة جديدة.