يتذكر طلاب وطالبات مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة موسكو الحكومية. موقف سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز النبيل خلال زيارته التاريخية لروسيا الاتحادية في أكتوبر 2007 م، عندما استمع إلى فتاة روسية مسلمة، كانت تتحدث اللغة العربية بطريقة مكسرة، فوجه - يرحمه الله - بدعم جامعة موسكو التي تتعلم فيها الفتاة بنصف مليون دولار أمريكي، وهو دليل على حرصه على دعم مراكز البحث العلمي ونشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية، الأمر الذي جعل مركز الأمير سلطان لدراسة اللغة العربية بجامعة موسكو غرة في جبين نشر اللغة العربية والثقافة الإسلامية. ويقول مدير جامعة موسكو للعلاقات الدولية في روسيا الاتحادية، البروفيسور، أناتولي توركونوف، إن لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله - الكثير من المواقف الإنسانية التي يسجلها التاريخ، مشيراً إلى أن سموه قد زار في منتصف عام 2007 موسكو، وهناك تبرع - يرحمه الله- بتكاليف افتتاح مركز الأمير سلطان لدراسة اللغة العربية بالجامعة، الأمر الذي أتاح الفرصة للكثير من الطلاب والطالبات لتعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية ، وكذلك استئناف دراسة علومها وتاريخها، أيضاً مهد الطريق لتفهم الآخر وتطوير العلاقات الروسية -العربية. وأكد أن الأوساط الدبلوماسية والعلمية تقدر للأمير سلطان بن عبد العزيز - يرحمه الله - مآثره ومكارمه التي تحولت يوما بعد يوم إلى واحد من أهم مراكز تعليم اللغة التي تحظى بإقبال واسع من جانب مختلف الدوائر العلمية والاجتماعية سعيا وراء الالتحاق بالمركز والاستفادة من إمكانياته التقنية. وأضاف أن المركز خرّج دفعاته الأولى الذين نهلوا من علمه، معبرا عن سعادته لرؤية ثمار هذا العمل الإنساني، الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يعلن عن نفسه بترجمة مبادرة سموه إلى واقع ملموس يستفيد منه عشرات الطلاب من داخل الجامعة وخارجها. معتبراً تبرع سمو ولي العهد بمبلغ 500 ألف دولار دعماً لهذا الصرح العملاق، جاء من باب الإسهام في خلق كوادر روسية تدعو إلى الحوار بين الحضارات وتعمل على تحقيق السلام وتنمية التعاون بين الأمم وتنبذ الفكر المتطرف. وأبان أن مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للدراسات العربية والإسلامية يهدف إلى تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية، ودعم الباحثين الزائرين والخريجين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بدراسة المواضيع التي تهم العالمين العربي والإسلامي، بما في ذلك اللغة والتاريخ وعلم الاجتماع وغيرها، كما يهدف البرنامج إلى التعريف بمبادئ الإسلام السمحة لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.