نعى قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية بجامعة موسكو الحكومية فقيد الوطن والأمة سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز – يرحمه الله – ، ورفع أساتذة ومنسوبو القسم أحر التعازي وأصدق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ، وعبروا عن تعازيهم ومواساتهم لأبناء الفقيد وأحفاده ، مؤكدين أن المملكة فقدت رجلاً تجسدت فيه الإنسانية والوطنية بأسمى معانيها. القسم بجامعة موسكو غُرّةٌ في جبين نشر العربية والثقافة الإسلامية في روسيا وأشاد رئيس القسم ، الأكاديمي والمستشرق الروسي الكبير ، البروفيسور ، ديمتري فرلوف ، بمواقف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز –يرحمه الله - الحكيمة، وقال إن مهامه السياسية والأمنية ومسؤولياته الجسام لم تشغله عن نشر العلم ودعمه للحركة الثقافية، والعمل على كل من شأنه نشر الإسلام واللغة العربية. وأضاف: يأتي قسم الأمير نايف للغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة موسكو خير شاهد على هذا الاهتمام، حيث إنه يرعاه ويموله على نفقته الخاصة منذ قرابة عقدين من الزمن. مضيفاً:تأسست جامعة موسكو الحكومية منذ 250 عاما وبدأ الاستشراق فيها منذ 200 سنة ، وفي الجامعة ذاتها يوجد قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها حيث يدرس به عدد كبير من الطلبة ، يتلقون دروساً في مناهج تهتم بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، واللغة العربية. وتابع يقول: الأمير نايف – يرحمه الله - رجل علم وثقافة وحنكة سياسية، فلم تشغله مهامه الأمنية والسياسية والحكومية عن نشر اللغة العربية، والدين الإسلامي، ويأتي دعمه لهذا القسم خير شاهد على ذلك. وعن بداية عمل القسم قال: تم التوقيع على إنشاء القسم في نوفمبر عام 1995م بحضور الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز ، وانطلقت الدراسة به في فبراير عام 1996م، وعن مدى الدعم الذي كان يلقاه القسم من سموه قال فرلوف: لا أستطيع أن أصف الدعم الذي نلقاه وهذا ليس بمستغرب فلولاه - بعد الله - لم يكن هناك قسم ولم نستمر ونحن أيضا نستشعر هذا الدعم باستمرار. واستطرد في حديثه قائلاً: نحن عندما قبلنا هذا المقترح من سموه أخذنا على عاتقنا مسألة صعبة حيث كنا من الأوائل الذين أدخلوا الدراسات الإسلامية واللغة العربية في روسيا بعدما كانت الدراسات الإسلامية تاريخية فقط. وتابع يقول: إن الدراسة في هذا القسم فتحت للطلاب الباب للاطلاع على إحدى الحضارات العالمية العظيمة ألا وهي الحضارة العربية الإسلامية. ولفت إلى أن القسم يظل أحد منارات الخير ، وصفحات التاريخ المضيئة ، التي ستظل شاهدة على مناقب الراحل ، نايف بن عبد العزيز ، وخير شاهد على دعمه للثقافة الإسلامية والعربية ، والعمل التعليمي والتثقيفي الذي يخدم مصلحة العلاقات بين روسيا والمملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي بصفة عامة. وقال أيضا: أتصور أن قسم الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية في جامعة موسكو قد أوجد أرضية للطلبة الروس الذين يشكلون نماذج من المجتمع الروسي للاطلاع على الإسلام في صورته الحقيقية وبالتالي فإنه يقدم خدمة جليلة للإسلام والمسلمين بنشر الثقافة الإسلامية لدى الآخرين بل إن هؤلاء الدارسين لهذه الثقافة الإسلامية قد يكونون المدافعين عنها في مجتمعاتهم والداعين لفهم قيمها وحضارتها. وتابع يقول: كما يأتي ذلك انطلاقاً من الدور المهم للملكة العربية السعودية على الصعيد العربي والإسلامي، ويشكل في الوقت نفسه إدراك سموه – يرحمه الله - للدور الثقافي والعلمي الذي يجب أن تؤديه في هذا المجال، وسعياً في نشر العلوم العربية والإسلامية في مختلف دول العالم والحضور الفاعل داخل تلك المؤسسات العلمية، مما يمكنها من إجراء حوار بناء من خلال تلك المؤسسات الأكاديمية. وبدوره عبر مدير معهد بلدان آسيا وأفريقيا في جامعة جامعة موسكو ، البروفيسور ، ميخائيل مير، عن حزنه لرحيل سمو الأمير نايف ، ورفع تعازية للمملكة ، مشيراً إلى أن رحيل الأمير نايف عن هذه الدار يشكل فاجعة كبيرة وخسارة فادحة ، واعتبر أن دعمه المتواصل للقسم منذ تأسيسه يشكل دافعا للمؤسسات العلمية والتعليمية في روسيا الاتحادية لتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية. ولفت إلى دور القسم قد تجاوز النطاق الأكاديمي داخل جامعة موسكو إلى المؤسسات التعليمية في العاصمة الروسية التي استفادت من المناهج الدراسية والبرامج التعليمية والثقافية والفكرية التي ينظمها القسم، خاصة في مجالي اللغة العربية والعلوم الإسلامية. كما حقق القسم إنجازات كثيرة من أبرزها إعداد الأكاديميين والمتخصصين من حملة الشهادات في الدراسات الإسلامية لتدريس أصول الإسلام في المدارس وكليات التعليم العام في روسيا. يذكر أن قسم الأمير نايف بجامعة موسكو هو عبارة عن قسم أكاديمي في معهد بلدان آسيا وإفريقيا بجامعة موسكو ينتمي إليه عدد من أعضاء هيئة التدريس، ويدرس فيه الطلبة باللغتين العربية والروسية ؛ ليتم تأهيلهم في العلوم الإسلامية واللغة العربية ، بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في التراث الإسلامي والعربي. ولقد حقق القسم منذ تدشينه العديد من النجاحات المتتالية عبر عقد ونيف من الزمن. وهو يقوم بتدريس اللغة العربية والثقافة الإسلامية لعدد كبير من الطلاب الذين يتدفقون عليه من عدد كبير من الجنسيات بمعهد بلدان آسيا و أفريقيا بجامعة موسكو. كما يقدم عدداً كبيراً من البرامج لطلاب الأقسام المختلفة بالجامعة، وبرامج أخرى لمن يتقدم له من المجتمع الروسي ذلك في اللغة العربية والثقافة الإسلامية ، هذا وتخرج في القسم أكثر من 2582 باحثا وباحثة.