اتفق كل من التقى بالأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله على البعد الانساني والفكري لشخصيته، وأكدوا جميعاً بأن لسموه رحمه الله احترام وتقدير من الجميع قل مثيله. حيث قال الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الاماراتالمتحدة أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود يمثل نموذجاً فريداً في القيادة الواعية المخلصة والحازمة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، كما أنه نموذج متميز لإنسان فيه كل صفات الود والتسامح التي جعلته يحتل مكانة مرموقة على المستويات السياسية والإنسانية. وقال الشيخ زايد رحمه الله "لقد عرفنا الأمير سلطان منذ سنوات طويلة، فلم تزدد علاقتنا بعضنا بعض إلا وثوقاً وعمقاً، واحتراما وتقديراً متبادلين. كيف لا والأمير سلطان سليل أسرة كريمة كان لها ولا يزال الدور البارز في بناء المملكة العربية السعودية الشقيقة وتحقيق نهضتها وتقدمها، وكذلك في توثيق العلاقات بينها وبين أشقائها، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي العالمين العربي والدولي. وإذا كان الرجال يعرفون بأفعالهم المجيدة وقراراتهم الصائبة، فإن للأمير سلطان اليد الطولى في هذا الميدان. وإذا كان الرجال يتميزون بصفاتهم الحميدة ومزاياهم النبيلة، فالأمير سلطان أيضا هو تجسيد لهذه الصفات والمزايا". سمات الود والتسامح التي امتاز بها خولته احتلال مكانة مرموقة سياسياً وإنسانياً أما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت فأكد أن للامير سلطان دور تاريخي لا ينسى، مؤكداً في الوقت ذاته أن معرفته بالامير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تمتد إلى بدايات العمر وسنوات الصغر، فهو سليل الملك عبدالعزيز بن سعود طيب الله ثراه، الذي اشتهر بالحنكة السياسية والفزعة والكرم. لذا كان طبيعياً أن يكتسب الامير سلطان تلك الصفات والخصائل الحميدة المتوارثة، وأن يحافظ عليها ويترجمها إلى أفعال يشهد بها البعيد قبل القريب. فمكرماته ظهرت في مؤسساته الخيرية التي أقالت عثرات الكرام وكفكفت دموع المحتاجين، وشجاعته تجلت عندما تصدت القوات المسلحة السعودية لتعديات نظام العراق البائد، وساهمت بدور تاريخي لا ينسى في تحرير بلدنا. وقال سمو أمير دولة الكويت "كما ظهرت حنكته السياسية عندما ائتمنه إخواني بالمملكة العربية السعودية بتوجيهات سديدة من لدن خادم الحرمين الشريفين، أكثر من مرة وفي أكثر من موقع، للتوسط في الإشكاليات المعقدة التي تقع بين الدول، وقد نجح بجدارة في تلك المهام المرة تلو الأخرى". مكرماته الإنسانية أقلت عثرات الكرام وكفكفت دموع المحتاجين وأكد سمو الشيخ صباح الاحمد "إن ما يتمتع به الأمير سلطان من خصال ومزايا فريدة، جعل منه قائداً يعرف كيف يقود وكيف يتخذ القرارات الصائبة ويعمل ليل نهار من أجل أن يراها تنفذ وترى النور، لتكون رافداً إضافيا للجهود الكبيرة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وباقي أفراد القيادة السعودية الحكيمة. إن معرفتنا بالأمير سلطان بن عبدالعزيز وعلاقتنا الشخصية به، تجعلنا نقول بكل ثقة إنه أخ عزيز وصديق حميم يعرف معنى الأخوة وكنه الصداقة ومستلزماتها، مما يجعل من الصعوبة بمكان أن نجد الكلمات التي تبين ما يتمتع به من سجايا حميدة وعواطف نبيلة صادقة. ويعلق جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي على شخصية الأمير سلطان بقوله "شهادتي في الأمير سلطان بن عبدالعزيز مجروحة، فللأمير وللأسرة الحاكمة السعودية مكانة ومحبة وتقدير ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية، لما يقومون به من جهود خيرة داخل المملكة وخارجها". عطاء الأمير سلطان السخي لأمته ووطنه سيظل عنواناً بارزاً في سيرته الطيبة أما سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في مملكة البحرين فيقول: "إن من يعرف الأخ العزيز الأمير سلطان عن قرب ويستشرف أفكاره ومشاعره وتطلعاته، لابد وأن يقف عند تلك الخصال المميزة التي يتمتع بها، والتي تجمع ما بين سلطان الإنسان وسلطان القيادي الفذ المتميز وسلطان السياسي المحنك، وهذا ما يجعله قريبا جداً إلى قلوب أبناء شعبه ومعبراً عن تطلعاته وحريصا على تحقيق آماله. لقد جمعني وأخي العزيز الأمير سلطان بن عبدالعزيز الكثير من المناسبات، وأتيحت لي الفرصة أن أكتشف كل يوم جديدا في شخصية رجل الدولة والإنسان، وطريقة نظرته إلى الأمور التي تأتي سلسة بسيطة، لكنها عميقة في المعاني والدلالات التي ترمي إليها، إنه بحق عطاء لا ينضب ليس لوطنه فحسب، بل لكل محيطه العربي والإسلامي، وهو لم يتأخر يوماً عن دعم وتأييد ومساندة أي جهد للعرب والمسلمين ولنشر السلام والمحبة وروح التسامح في العالم". من جانبه قال سمو الامير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد القائد العام لقوات دفاع البحرين: "الحديث عن شخصية الأخ العزيز الأمير سلطان هو ذكر للخصال والسجايا الفريدة والمتميزة في تحمل المسؤوليات الجسام وإدارتها بكل حنكة ودراية، وأيضاً حديث عن الأمير العربي والإنسان الذي يحمل بين جنباته قلباً مفعماً بالمحبة والإيثار، لا يتأخر عن أعمال البر وما يخدم المجالات الإنسانية والأعمال التي تعود على شعبه وأمته بالخير والمنفعة. وجدت في شخصية الأمير سلطان مثالاً يجسد سمات القيادة الناجحة التي تستطيع أن تستلهم الماضي وتستشرف المستقبل، وتجلت كذلك فيه أسمى معاني العطاء والجهد من أجل راحة شعبه ومؤازرة القيادة في إدارة المملكة ومشاركتها الشأن الداخلي والخارجي. فهو سياسي فذ وروح شفافة جعلته يمتلك قلوب أبناء الشعب السعودي الشقيق". مكارم الأمير سلطان دعمت تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية في العالم ويشدد أحمد اللوزي رئيس مجلس الأعيان السابق في الأردن على أن الأمير سلطان رجل دولة وفارس وحكيم وشجاع. وأشار إلى أن معرفته بالأمير سلطان بدأت عندما جاءت قوات من الجيش السعودي قبل وبعد حرب 1967 إلى الأردن، وكان يزور المملكة الأردنية الهاشمية لتفقد هذه القوات في مناسبات كثيرة. وتوطدت علاقتي وصلتي الشخصية به عندما كنت رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع من عام 1971 إلى عام 1973. كنا على اتصال شخصي وأخوي دائم، وفي ضوء هذه الاتصالات والمعرفة التي أعتز بها استمرت الصلة والأخوة والمودة إلى هذه الأيام وفي إطار ذلك كله، فإن صلته بالقيادة الأردنية الهاشمية والمسؤولين الأردنيين كانت حميمة وقوية ومتينة، تنظمها وتزينها مبادىء وأهداف مشتركة بين البلدين، متوجة بالعلاقات الأخوية التي تربط القيادتين الهاشمية الأردنية والعربية السعودية. ويقول عبد الهادي المجالي رئيس مجلس النواب الأردني: "لقد عرفت الأمير سلطان بن عبدالعزيز إنساناً رائعاً ومسؤولاً يقدر المسؤولية ويتفانى في خدمة بلاده وأمته، وعلى خلق عال ورفيع وقدرة فائقة في القيادة وتحمل أمانة المسؤولية. ولقد أثبت خلال رحلة توليه أمر وزارة الدفاع والطيران في المملكة العربية السعودية الشقيقة تميزاً خاصاً في أداء الواجب وقيادة الرجال ونزاهة في اتخاذ القرار، وهو بحق أمير عربي يستحق الاحترام والتقدير، فلقد أعطى بلاده الكثير الكثير، وكان باستمرار الصادق الأمين عف اللسان يحترم الكلمة وشرف الكلمة، ويبدي حرصاً خاصاً على إدامة وبناء أفضل العلاقات مع الأردن ومع سائر الدول الشقيقة والصديقة. أما الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية فيقول عن الأمير سلطان: "سعدت بلقاء الأمير سلطان بن عبدالعزيز في أكثر من مناسبة جمعتنا معاً، سواء في مصر أو في الشقيقة المملكة العربية السعودية، وآخرها كان في الرياض في افتتاح مؤتمر خاص بحقوق الإنسان في الإسلام. في أكتوبر من عام (2003)، وكنت مشاركاً في هذا المؤتمر الذي افتتحه سموه، وكانت فرصة للقاء أعتز به كل الاعتزاز، وعلى الصعيد الإنساني فإن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رجل فاضل، وكمسؤول هو رجل قيادي حكيم له كل التقدير والمحبة على حرصه وعلى سعيه لدعم الأمن القومي. من جهته أكد مفتى مصر وعدد من علماء الازهر أن وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء تمثل خسارة كبيرة للامة العربية والاسلامية. وأضافوا أن الأمير سلطان بن عبد العزيز قدم جهودا بارزة فى خدمة أمته ووطنه والانسانية جمعاء وأن جهوده فى خدمة الاسلام والانسانية ستظل عنوانا في السجل الذى يحوي الأعمال الطيبة للامير سلطان بن عبدالعزيز. من جانبه قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية ان فقد الأمير سلطان بن عبدالعزيز يمثل خسارة كبيرة للامة العربية والاسلامية لما تميز به من أخلاق نبيلة وصفات جميلة ومواقف انسانية لا تنسى أبداً. وقال اننا نتقدم بخالص عزائنا الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وللشعب السعودى الشقيق سائلا الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته لما قدمه من أعمال ومواقف لخدمة دينه وأمته الاسلامية والعربية وللانسانية جمعاء. أما الدكتور جعفر عبدالسلام الامين العام لرابطة الجامعات الاسلامية، واستاذ الدراسات العليا بجامعة الازهر فقد أكد أن الأمة العربية والاسلامية والعالم كله قد فقد برحيل الأمير سلطان بن عبدالعزيز شخصية متميزة في عطائها ومواقفها المشرفة. وأضاف ان الأمير سلطان بن عبدالعزيز قدم للاسلام والمسلمين وللانسانية خدمات جليلة تعد علامة بارزة فى التاريخ الانساني لهذا الرجل. من جانبه قال الداعية الاسلامي الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة: "اننى انعى الى الأمتين العربية والاسلامية الأمير سلطان بن عبدالعزيز ذلك الغصن من الدوحة النضرة واسأل الله تعالى أن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وأضاف نقدم تعازينا الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللشعب السعودى الشقيق سائلين الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته. واختتم أن للأمير سلطان بن عبد العزيز اثارا وجهودا بارزة في خدمة أمته ووطنه والانسانية جمعاء وأن جهوده في خدمة الاسلام والانسانية ستظل عنوانا فى السجل الذى يحوي الأعمال الطيبة للامير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله تعالى. من جهة ثانية أكد مدير جامعة موسكو للعلاقات الدولية في روسيا الاتحادية، البروفيسور أناتولي توركونوف، أن لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الكثير من المواقف الإنسانية التي يسجلها التاريخ، مشيراً إلى أن سموه زار في منتصف عام 2007 موسكو، وهناك تبرع يرحمه الله بتكاليف افتتاح مركز الأمير سلطان لدراسة اللغة العربية بالجامعة، الأمر الذي أتاح الفرصة للكثير من الطلاب والطالبات لتعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية، وكذلك استئناف دراسة علومها وتاريخها. وأكد أن الأوساط الدبلوماسية والعلمية تقدر للأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله مآثره ومكارمه التي تحولت يوما بعد يوم إلى واحد من أهم مراكز تعليم اللغة التي تحظى بإقبال واسع من جانب مختلف الدوائر العلمية والاجتماعية سعيا وراء الالتحاق بالمركز والاستفادة من إمكانياته التقنية. وأضاف أن المركز خرّج دفعاته الأولى الذين نهلوا من علمه، معبرا عن سعادته لرؤية ثمار هذا العمل الإنساني، الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يعلن عن نفسه بترجمة مبادرة سموه إلى واقع ملموس يستفيد منه عشرات الطلاب من داخل الجامعة وخارجها. واعتبر تبرع سمو ولى العهد بمبلغ 500 ألف دولار دعماً لهذا الصرح العملاق، جاء من باب الإسهام في خلق كوادر روسية تدعو إلى الحوار بين الحضارات وتعمل على تحقيق السلام وتنمية التعاون بين الأمم وتنبذ الفكر المتطرف، خاصة في ظل الأجواء التي يشهدها العالم، ودفعاً لتعاون المؤسسات العلمية ومراكز الفكر والدراسات بين البلدين للارتقاء بالحوار بشكل يتناسب وحضارة البلدين، وتصحيحاً للمفاهيم الخاطئة حول الإسلام والمسلمين. وأضاف سيظل إسهام سموه رحمه الله علامة مضيئة في جنبات الجامعة، حيث جاء في وقت تعاني فيه مراكز الدراسات والبحث العلمي من قصور في التمويل، حتى تتمكن من استمرار نشاطها في عصر العلم والمعرفة، وتأكيداً من سموه على رفعة العلم والعلماء في روسيا التي حققت كثيراً في مجال البحث العلمي. وقال إن جامعة موسكو للعلاقات الدولية (إحدى أعرق جامعات روسيا والعالم في مجال العلاقات الدولية) قد منحت سموه الدكتوراه الفخرية، والتي تمنحها الجامعة للشخصيات البارزة التي تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار بين الشعوب، وجاء هذا القرار كما أشار سموه رحمه الله في كلمته وقتئذ أمام هيئة التدريس وطلاب الجامعة، تكريماً للمملكة ودورها الفاعل والداعم للحوار والتعايش الحضاري بين الشعوب وتحقيق الاستقرار العالمي.