سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصناعة الخليجية تبدأ جهوداً مكثفة لوضع حد للمشكلات التي تواجه المصانع البتروكيماوية والمصافي النفطية وزير الطاقة البحريني يشدد على أهمية تكاتف المصانع البتروكيماوية والمصافي النفطية الخليجية
أعلن وزير الطاقة البحريني عبدالحسين ميرزا في حديث خاص ل"الرياض" الأحد الماضي عن بدء جهود مكثفة متكاتفة حالياً من قبل الصناعات الخليجية لوضع حد للمشكلات الفنية والهندسية التي طرأت مؤخراً للعديد من المصانع البتروكيماوية والمصافي النفطية في ظل زخم المنافسة العالمية مما حدا بالبحرين لعقد مؤتمر هندسياً دولياًَ لأول مرة ينظم بالشرق الأوسط لبحث المسببات وكشف المعلومات وتبادل الخبرات العملية ذات الصلة بمشكلات العمليات الهندسية كافة لتشمل عمليات إنتاج وتكرير النفط وإنتاج الغاز والصناعات البتروكيماوية وسبل خفض التكاليف المرتبطة بتشغيل المصانع وصيانتها بشكل منتظم والمحافظة على البيئة ورفع كفاءة وجودة الإنتاجية. وبين ميرزا بأن مصانع المنطقة كافة مطالبة بتطوير عملياتها الهندسية لزيادة الربحية وتقليص النفقات وكيفية التعامل مع الابتكارات والأفكار الخلاقة الجديدة وتطبيق أحدث الممارسات العالمية في مجال هندسة العمليات خاصة في الفترة الحالية التي تشهد ضغطاً من جميع الدول للمنافسة الشديدة وبالتالي لا بد من انتهاج أحدث الابتكارات الهندسية التي تضمن تجنب المشكلات الفنية مع ضمان جودة الأداء بما يعزز اقتصاديات المصانع والدول. وفيما يتعلق بأوضاع مصفاة البحرين التي تعد الأقدم في المنطقة كشف ميرزا أنه على الرغم من كونها أول مصفاة في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بدأت في عام 1936م، إلا أنها تحظى بموثوقية إنتاجية عالية الجودة بعد أن خضعت لسلسلة عمليات تحسينية وتطويرية وتوسعات متعددة وإنشاء وحدات جديدة حتى أثبتت المصفاة قدرة تنافسية بتمكنها من تكرير 260 ألف برميل يومياً، في وقت تتأهب مملكة البحرين خلال هذا العام للاحتفال بمرور 75 عاماً على بدء التشغيل في المصفاة، مشيراً إلى جهود حكومة البلاد التي قررت إجراء العديد من المشاريع التطويرية العاجلة لإنتاج مشتقات نفطية ذات جودة عالية وأكبرها تشييد مجمع إنتاج الديزل منخفض الكبريت. وأعلن الوزير عن وجود خطط مستقبلية للمصفاة لتطوير إنتاجها وطاقاتها الاستيعابية من أجل رفع إيرادات البلاد مع الحد من الانبعاثات الكربونية التي تواكب المصلحة الوطنية لضمان تحديد نوعية الفرص المحتملة، مشيراً إلى أنه تم الشروع بوضع خطة زمنية ودراسة شاملة للسنوات القادمة في ظل منافسة المصافي المتطورة في الخليج العربي خصوصاً والعالم إجمالاً، حيث ينتظر إعادة هيكلة المصفاة وإنفاذ الخطط خلال فترة زمنية لا تتجاوز العام 2018م. وكان وزير الطاقة البحريني قد أفتتح مساء الأحد مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الأول حول هندسة العمليات الذي يعقد في مركز الخليج الدولي للمؤتمرات تحت شعار “نحو تميز تقني وحلول مبتكرة” بتنظيم جمعية المهندسين البحرينية والمعهد الأمريكي للمهندسين الكيميائيين – فرع المملكة العربية السعودية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز، وبدعم رئيس من شركة أرامكو وشركة سابك وعدة شركات عالمية أخرى ويشارك في فعالياته أكثر من 800 خبير ومسئول في هندسة العمليات والهندسة الكيميائية من عدة دول عالمية وإقليمية وخليجية ومشاركة أكثر من 100 شركة عارضة من 60 دولة. وأشاد ميرزا في كلمة أمام الحضور بالتعاون القائم بين الجهة المنظمة والهيئة الوطنية للنفط والغاز لاختيارها مملكة البحرين لعقد هذا المؤتمر والمعرض الذي يقام لأول مرة في المملكة، وبهذا التنظيم الرائع وما سيتم طرحه من أوراق عمل، حيث سيناقش موضوعات مهمة تتعلق بصناعة النفط والغاز والتكرير والصناعات البتروكيماوية، كما سيتطرق المؤتمر أيضاً إلى البيئة وإدارة الموارد والحفاظ على الطاقة، فضلاً عن استخدامات التقنية الحديثة التي تمكن من تحسين وتعظيم الإنتاجية والأداء، والربحية. ولفت إلى ارتباط التطور الصناعي بتاريخ اكتشاف النفط في البحرين. كما تطرق الوزير إلى مشروع زيت الأساس للتشحيم، والذي تبلغ طاقته الإنتاجية 400 ألف طن متري سنوياً، موضحاً أن هذا المشروع هو استثمار مشترك بين الشركة القابضة للنفط والغاز، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة نيستي أويل الفنلندية، وبدأ العمل في تنفيذه العام 2008، وأن الترتيبات جارية لإقامة حفل تدشين المشروع خلال شهر نوفمبر المقبل، مؤكدا أن هذا المشروع هو من المشاريع الواعدة التي تتماشى مع توجهات مملكة البحرين في الالتزام بتنويع مصادر الدخل، وهو يأتي ضمن استراتيجيات وسياسة الرؤية الطموحة 2030 في دعم الاقتصاد الوطني. وبين بأن قطاع النفط والغاز يساهم اليوم بأكثر من 80% من ميزانية البحرين، ونتيجة لهذه المساهمة الكبيرة ألقيت على كواهلنا مسؤولية ضخمة لمواصلة مسيرة النمو والتطوير. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية النائب الأعلى لرئيس شركة أرامكو للهندسة وإدارة المشاريع سالم العايض، ونائب الرئيس التنفيذي للصناعات بشركة سابك السعودية مساعد العوهلي، والرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للأنظمة الميكانيكية فالح عبدالله السليمان، ورئيس جمعية المهندسين البحرينية عبدالمجيد القصاب، إضافة إلى رئيس المؤتمر عبدالمحسن المجنوني.