امتد نبع جود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- إلى كافة أقطاب الدنيا، من خلال الأعمال التي قدمها وسعى فيها، شاملةً أنحاء متفرقة من العالم، وأغراضا مختلفة لأوجه الخير التي ستظل ثمارها تسجل في موازين حسناته عند رب العالمين. العمل الخيري كان عند فاعله وسلطانه -رحمه الله- بمثابة واجب لم يمله عليه أحد، وإنما أملاه هو بنفسه على ذاته وماله وجاهه، رغبة في المتاجرة مع الله، وتقديم النفع للبشرية قدر الإمكان.. فلم تكن مؤسسة سلطان الانسانية وبرامج الرعاية والإغاثة في القارة الأفريقية ودعمه للعلم والعلماء وتكاليف العلاج داخلياً وخارجياً، إلى جانب إصلاح ذات البين بين الفرقاء، ورعايته للمئات من الحالات الانسانية والبيوت للفقراء والأرامل والأيتام، إلاّ أدلة كافية على حبه للخير والعمل على انتشاره، فمجلس سلطان -طيب الله ثراه- كان شاهداً على جلالة العمل الخيري وعظمته وقوة استجابة سيد الجود. جامع الأمير سلطان في النيجر في مراحل حياة الأمير سلطان العامرة بالخير كان للمساجد أهمية خاصة لديه، والعناية بها وبناءها وترميمها وإعادة تأهيلها، بالإضافة إلى دعم برامجها وتقديم العون للأنشطة التي تقام تحت مظلتها، فمن إعادة بناء وترميم جامع الإمام فيصل بن تركي في ضرماء "غرب العاصمة"، وإكمال بنائه من سكن للإمام والمؤذن والمرافق المختلفة إلى تقديم مليوني دولار لبناء مسجد في مدينة "بيتروبافلوفسك" في جمهورية كازاخستان المستقلة عن الاتحاد الروسي، وبناء جامع الأمير تركي بن أحمد السديري بمحافظة الغاط، ومسجد في مركز الأمير سلطان الثقافي في مدينة نيامي عاصمة النيجر البلد الأفريقي الذي أثرت فيه بصمات سلطان الخير، من خلال الدعم الاغاثي المتنوع للمشروعات الإنسانية هناك، وتقديمه مليوني ريال لبناء جامع في "الأجفر" بمنطقة حائل في شمال المملكة، وتوجيه المغفور له بإذن الله "سلطان الخير" بإعادة وتأهيل وتأثيث جامع الأمير سلطان في هجرة "سلطانة" التابعة لمحافظة "يدمة" بمنطقة نجران في الجنوب بمبلغ يقارب الثلاثة ملايين ونصف المليون ريال، والعديد من المحافظات والمدن والهجر التي تلقت دعم سموه -رحمه الله- لبناء واعادة تأهيل وبناء جوامعها ومساجدها جنباً إلى جنب مع عواصم ومدن عالمية كثيرة لم يغب العمل الخيري في هذا الجانب عن ذهن سموه. وشملت مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الانسانية المساجد بمشروعاتها من خلال "برنامج الأمير سلطان للعناية بالمساجد"، والذي تهدف من خلاله إلى تأهيل وترميم المساجد العتيقة في أنحاء متفرقة من المملكة والعالم وبنائها والمحافظة عليها، وأُدرج عدد من المساجد ذات القيمة التاريخية ضمن أنشطة البرنامج الذي تتم أعماله بدعم كامل من الأمير سلطان -رحمه الله-، وجعل ذلك في موازين حسناته وأسكنه فسيح جناته.