ببالغ الأسى والحزن أتقدّم بصادق العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وللنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، وللعائلة المالكة والشعب السعودي والأمة الإسلامية في وفاة سيدي ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، لا أدري ماذا أقول لهذا الأمير العظيم .. رحمك الله .. ستبقى رمزاً في قلوبنا، رمزاً للوطن، رمزاً للخير والعطاء، رمزاً للمحبة والكرامة، رمزاً للشجاعة والشهامة، رمزاً للجود والإخلاص، رمزاً لليتامى والمساكين.. لقد أمضى - رحمه الله - في خدمة المملكة العربية السعودية ما يقارب الستين عاماً من الإنجازات والعطاءات والأعمال الخيرية، البدايات كانت منذ توليه أمارة منطقة الرياض، وقد تولّى الكثير من المناصب وحصل على شهادات تقديرية وأوسمة سعودية وعربية وأجنبية، حتى أصبح وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام وولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، ولا أنسى أعماله على أوجه الأصعدة من الصعيد الخارجي، كانت مسيرته في تنمية مجلس التعاون الخليجي والوقوف في الدفاع عن دول المجلس، والأعمال الخيرية في النيجر وإثيوبيا وغيرها من دول العالم، لقد خصص - رحمه الله - لجنة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخاصة للإغاثة، وتهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية خارج السعودية، مثل تسيير القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض، وأقام العديد من المشروعات التنموية والاجتماعية والصحية، كحفر الآبار وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات وغيرها، وفي الصعيد الداخلي كانت أعماله - رحمه الله - إسهامات وإصلاحات في تمنية المملكة العربية السعودية، حيث أنشأ مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، والتي تُعَد من أكبر مدن التأهيل الطبي في العالم، وأقام مشروعات خيرية مثل مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، لها العديد من البرامج والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها ودعمتها، منها ما خصص للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية والمستشفيات الخاصة والعامة، وتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية وهناك الكثير والكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية والإنجازات والعطاءات التي قام بها الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - لو كتبته لجلست أياماً وأياماً لكتابتها، لكن هذا ما لديّ لأكتبه تعبيراً وحباً للراحل أمير الخير. وفي الختام لا نقول وداعاً بل ستبقى في قلوبنا ذكرى خالدة لجيل بعد جيل .. رحم الله الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه وكل فرد من أفراد الشعب السعودي وكل من فقده الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. * إدارة التربية والتعليم - ابتدائية الأمير سلمان بالزلفي