الوسواس القهري * أنا سيدة في التاسعة والعشرين من العمر ، مشكلتي هو الوسواس القهري الذي أعاني منه منذ سنوات طويلة. مشكلتي تكمن في الوضوء والصلاة ؛ فأنا عندما أذهب إلى الوضوء أطلب من زوجي أو أحد أطفالي الوقوف بجانبي لكي أستطيع القيام بالوضوء. مشكلتي هو في عدم قدرتي على البدء في عملية الوضوء ، حيث إنني لا أستطيع أن أقول بالسملة ، وإذا لم أستطع أن أقول البسملة فإني أبقى واقفة أمام المغسلة في دورة المياه أنتظر أن أنطق بالبسملة حتى أقوم بعملية الوضوء والتي قد تستغرق حوالي 45 دقيقة ، مما يجعل زوجي يتضايق من هذا الأمر ، ويصفني دائماً بالموسوسة و أحياناً يثور ويتركني في دورة المياه ويقول لي بأنه عجز عن تحمّل هذا الأمر. بعد الوضوء تبدأ مشكلة أخرى ؛ وهي مشكلة الصلاة. حيث إني أجد صعوبة في البدء في الصلاة ويجب أن يصلي معي شخص آخر ، مثل زوجي – الذي أصبح يرفض بشكل قاطع الآن القيام بهذا الأمر- أو أحد أبنائي الصغار. ذهبت إلى أطباء نفسيين كثار و صرفوا لي أدوية نفسية مختلفة و قمت بإجراء علاج نفسي سلوكي معرفي ولكن للأسف لم يحدث أي تقدم، مما جعلني أشعر باليأس و أشعر بأن هذا المرض لن يتحسن وضعه معي و أنني سأعيش بقية عمري تعيسة .. مريضة ، شبه معوّقة بسبب هذا الوسواس القهري ، آمل أن تقول لي ماهو رأيك في هذا المرض و هل هناك أمل في أن يتحسّن وضعي؟ . جزاك الله كل خير. م.ص - سيدتي الفاضلة ، ربما تكون رسالتك هذه تأتي في قائمة طويلة من الرسائل التي تصلني عن موضوع الوسواس القهري. أقدّر كثيراً ما تعيشينه من صعوبات بسبب هذا الاضطراب المؤلم. نعم الوسواس القهري اضطراب مزعج ، ويؤثر بشكل كبير على الشخص الذي يُعاني من هذا الاضطراب المزعج. بالنسبة لما تقومين به من جعل شخص آخر يقف بجانبك و أنتِ تقومين بعملية الوضوء والصلاة هو أمر خاطئ ، ويجب على أفراد العائلة ألا يصغون لطلباتك ، بل يجب عليهم عدم الإصغاء لأوامرك بمراقبتك وأنت تقومين بعملية الوضوء أو أثناء أداء فريضة الصلاة ، لأن تلبية رغباتك في أن يكون هناك شخص يُراقب ما تقومين به ، يُعزز السلوكيات الخاطئة لديك ، و أعتقد بأن ما أصبح يقوم به زوجك مؤخراً هو الفعل الصحيح. أعتقد بأن أولادك عندما يكبرون أكثر ، سوف يقومون بما يقوم به والدهم إن لم يتعلموا منك الأفعال الوسواسية القهرية ، ويُصبحون مرضى باضطراب الوسواس القهري ، وهذه كارثة حقيقية للعائلة ، حيث إن ذلك سوف يجعل العائلة في وضع سيء. قلتِ بأنك تعالجتِ عند أطباء عديدين و استخدمتِ أدوية مختلفة بالإضافة إلى العلاج النفسي ( السلوكي- المعرفي) ولكن لم يحدث أي تحسّن. للأسف لا بد من القول بأن بعض مرضى الوسواس القهري لا يستجيبون للأدوية والعلاج النفسي بشكل جيد. يؤسفني أن أقول هذا ، ولكن هذه حقيقة يجب ألا تجعلك تشعرين باليأس ، فأحياناً يحدث تحسّن في حالة الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الوسواس القهري بعد أن يكونوا في حالةٍ سيئة لفتراتٍ طويلة. ما أنصحك به هو عدم التوقف عن متابعة العلاج ، و التغيير في الأدوية و إعطاء الأدوية فترة كافية بجرعاتٍ عالية يعرفها الأطباء النفسيون بالنسبة للاشخاص الذين يُعانون من اضطراب الوسواس القهراي صعب. كذلك أنصحك بمواصلة العلاج السلوكي المعرفي فهو مهم جداً في علاج اضطراب الوسواس القهري.