قللت المعارضة اليمنية امس من أهمية إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح "رفضه للسلطة". وقال محمد قحطان المتحدث باسم أحزاب اللقاء المشترك إن صالح كان قد وعد بعدم الترشح عام 2006 ، إلا أنه خاض الانتخابات. وأعرب لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن أمله في أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قرارات منصفة تتناسب مع تطلعات الشعب اليمني وتدعم حقه في التغيير. وكان صالح قال أمس إنه يرفض السلطة "وسيرفضها في الأيام المقبلة" وهو ما فهم على أنه ينوي التنحي قريبا. في غضون ذلك، اختار أعضاء مجلس الشورى اليمني بالإجماع عبد الرحمن محمد علي عثمان رئيسا للمجلس. وظل ذلك المنصب شاغرا خلال الأربعة أشهر الماضية بعد وفاة عبد العزيز عبد الغني، رئيس المجلس السابق، الذي توفي في 22 آب/أغسطس بسبب جروح قاتلة أصيب بها في هجوم على المجمع الرئاسي. من جانب اخر شهدت عدة مدن يمنية امس الأحد تظاهرات رجالية ونسائية ضمن تصعيد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح . واعلن المحتجون والمحتجات رفضهم لما اسموه "مغالطات الرئيس صالح للمجتمع الدولي" في اشارة الى خطاب صالح السبت الذي اعلن فيها انه سوف يتخلى عن السلطة خلال الايام القادمة. وفي مدينة تعز أصيب اربع متظاهرات في اعتداءات موالين للرئيس صالح على مهرجان نسائي بمنطقة الجحملية بالحجارة والالعاب النارية. وشهدت تعز وصنعاء وذمار والضالع والحديدة وغيرها تظاهرة حاشدة احتفاء بفوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام ، ومطالبة المجتمع الدولي بتطبيق إجراءات حازمة ورادعة إزاء الممارسات التي وصفوها بالإجرامية لنظام صالح. ورفعت في تلك التظاهرات صور كرمان . كما طالب المحتجون بمحاكمة صالح واقاربه. الى ذلك دانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين اعتقال محمد صدام مراسل وكالة رويترز والمترجم الخاص بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح من قبل نقطة امنية تابعة للفرقة الاولى مدرع التي انشقت عن الجيش واعلنت تأييدها للثورة على صالح. وقال بيان صادر عن النقابة مساء امس الاحد «تدين لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين اعتقال الزميل محمد صدام مراسل وكالة "رويترز" من قبل نقطة تابعة للفرقة للأولى مدرع جوار جامعة الإيمان أثناء عودته من القاهرة إلى صنعاء حسب زملاء لصدام». على صعيد آخر قتل العشرات من عناصر تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب " بمحافظة أبين بينهم خبير متفجرات صومالي الجنسية، في مواجهات مع الجيش اليمني بمدينتي زنجبار وجعار التابعتين للمحافظة. وقال مصدر أمني يمني ان مواجهات ما زالت تدور منذ مساء أمس الأول بين اللواء ( 25 ميكا) وعناصر التنظيم في مناطق باجدار والمراقد شمال زنجبار وأسفرت عن مقتل العشرات، وجرح آخرين بينهم خبير متفجرات صومالي الجنسية من عناصر حركة شباب المجاهدين. وكشف المصدر ان مسلحين قبليين يساندون الجيش تمكنوا من قتل خبير المتفجرات الصومالي في منطقة الجول، ومن جرح عدد آخر كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع . ويقول الجيش اليمني إنه يحقق مكاسب أمام مسلحي القاعدة لكنه لم يستعد بعد الكثير من الأراضي التي سيطر عليها المتشددون في أبين ومن بينها المدن الثلاث. من جهتها، دعت لجنة الإغاثة العامة بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة ومقرها القاهرة كافة المنظمات التابعة لها بالمسارعة في تقديم عونها العاجل والملّح للمتأثرين من الأحداث المؤلمة التي تمر بها اليمن خصوصاً وإن هذه المواجهات والاضطرابات الأمنية أدت إلى أزمة اقتصادية طاحنة وتنذر بالمزيد من المآسي والكوارث..