لقي قائد الأمن المركزي في محافظة أبين في جنوب اليمن العقيد نجم الدين ماهر الحيفي مصرعه مع عشرة من جنوده في كمين عناصر لتنظيم «القاعدة» على الطريق الرئيسي الذي يربط بين أبين ومدينة عدن المجاورة في ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء. وأكدت وزارة الداخلية ان «مخططي الجريمة ومنفذيها لن يفلتوا من الملاحقة الأمنية والقضائية وسينالون جزاءهم العادل والرادع». في هذا الوقت، ذكرت وزارة الدفاع اليمنية ان وحدات الجيش التي تخوض مواجهات عنيفة مع المسلحين المتشددين في جنوب البلاد حصلت على أدلة تؤكد وجود مقاتلين في صفوف «القاعدة» من جنسيات أجنبية يشاركون في العمليات ضد القوات الحكومية في محافظة أبين، وأن بينهم صوماليين قتلوا أمس في مواجهات جديدة شهدتها مدينة زنجبار بين المسلحين وقوات اللواء 25 ميكانيكي وعثر على بطاقة هوية لأحدهم تحمل الجنسية الصومالية. وكانت مصادر محلية متطابقة في أبين أبلغت «الحياة» ان مسلحي القاعدة حولوا مكتب المحافظ اللواء صالح الزوعري في زنجبار الى غرفة عمليات منذ سيطرتهم على المدينة، وان قيادياً سعودي الجنسية يتولى الإشراف على الغرفة، في حين شوهد مسلحون من جنسيات أجنبية يجوبون المدينة في آليات عسكرية استولوا عليها من الجيش. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية الإخباري (سبتمبر. نت) عن مصادر عسكرية في أبين ان قوات اللواء 25 أحبطت هجوميين نفذهما مسلحو «القاعدة» على معسكرها الواقع في الضاحية الجنوبية لزنجبار يومي الثلثاء والأربعاء في محاولة لاقتحامه، ما أسفر عن مقتل 47 عنصراً بينهم قيادي في القاعدة وجرح آخرين، واعتقال اثنين قالت إنهما «من أخطر قناصي القاعدة»، بالإضافة الى مقتل وجرح عدد من الجنود والمدنيين. وفي سياق منفصل، حذّر رئيس بعثة الأممالمتحدة المكلفة تقويم أوضاع حقوق الإنسان في اليمن هاني المجالي، من تدهور الوضع الإنساني والمعيشي لغالبية المواطنين اليمنيين، في ظل استمرار أزمة الوقود والمشتقات النفطية، مطالباً الحكومة اليمنية باحترام التزاماتها لجهة القانون الدولي الإنساني والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تعد طرفاً فيها. وقال المجالي للصحافيين في صنعاء أمس: «من حق المواطنين اليمنيين ان يمارسوا حقهم في التعبير واستمرار التجمعات السلمية»، لكنه دعا المحتجين إلى التزام الطابع السلمي للتظاهرات والاحتجاجات. ووجه رئيس البعثة دعوته لكل من «الحكومة اليمنية والمسلحين إلى إنهاء العنف وتوفير الحماية اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين والمزيد من الحماية لهم»، وأشار إلى أن بعثة تقويم الوضع الإنساني التقت خلال زيارتها نائب الرئيس اليمني والسلطة القضائية والحكومة وممثلي الأجهزة الأمنية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، كما زارت مناطق الأحداث وساحات الاعتصامات والمستشفيات والسجون في صنعاء وتعز وعدن، ومن المقرر أن ترفع تقريراً عن نتائج زيارتها إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الشهر المقبل. وكان نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، استقبل البعثة الاممية أمس في ختام زيارتها لليمن، وأكد ان «الظروف الحالية في البلاد تحتاج إلى معالجات جدية على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ولا بد من بذل الجهود المخلصة من الجميع، أحزاباً ومنظمات وشخصيات اجتماعية وكل الشرفاء في الوطن».