تواصلا للحديث حول الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهاب والذي اشرنا فيه الى ان الإنسان قد يستخدمها بشكل يومي أو شبه يومي ليستطيع السيطرة على آلامه وممارسة حياته بشكل طبيعي. وقد أوضحنا ان هذه الأدوية معروفة لدى كثير من المرضى وتأتي بعبوات مختلفة ومن شركات مختلفة من جميع أنحاء العالم بل إن بعضها مصنع محلياً أو في بعض الدول العربية ومن الأمثلة على هذه الأدوية عقار البروفين (Brufen) و الفولترين (Voltarin) والنبروكسين (Naproxin) والسليبركس (celebrex) و الموبك (Mobic) والزيفو (xefo). وهي كلها تنتمي إلى نفس العائلة المعروفة بالأدوية المضادة للإلتهاب غير الإسترودية (NSAIDS). قد تؤدي آثارها الجانبية على وظائف الكلى كما اشرنا الى ان الأدوية المضادة للالتهابات تساعد على تخفيف الآلام والحرارة وكذلك تساعد على تخفيف الانتفاخ و الالتهابات الناتجة عن الإصابات بمختلف أنواعها وخشونة المفاصل والتهابات العضلات. بل إن بعضها له خاصية قوية بحيث إنه يساعد على التقليل من آلام الدورة الشهرية. وتطرقنا الى الآثار الجانبية لها على الجهاز الهضمي . واليوم نتطرق الى آثار جانبية اخرى لها وهي : • الآثار المحتملة على الكلى : عند الخلط بين الأدوية المضادة للالتهاب أو تناولها بجرعات أكبر من اللازم أو أكبر من التي يوصي بها الطبيب فإن ذلك قد يؤدي إلى آثار جانبية على وظائف الكلى وخطورة حدوث فشل كلوي لاسمح الله. هذه الخطورة تكون كبيرة في المرضى الذين يعانون أساساً من قصور في وظائف الكلى. ولذلك فإنه من الواجب توخي الحرص عند وصف هذه الأدوية لمرضى الكلى أو الفشل الكلوي الحاد أوالمزمن أو الذين لديهم قصور في وظائف الكلى. وفي هذه الحالة يجب اللجوء إلى استشاري الكلى لكي يقوم بتعديل الجرعة التي يمكن للمريض تناولها. أما في المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية بشكل مزمن لعلاج خشونة الركبة أو الورك أو غير ذلك فإننا نوصي بعمل فحص دوري لوظائف الكلى كل ستة أشهر أو كل عام للتأكد من عدم تأثر الكلى بتناول هذه الأدوية لفترات طويلة. الأدوية المضادة للالتهابات تساعد على تخفيف الآلام • آثار جانبية أخرى : هناك بعض الآثار الجانبية النادرة مثل حدوث حساسية من هذه الأدوية تظهر على شكل تورم في الوجه وحكة وطفح جلدي أو تورم في الساقين والقدمين أو حتى تأثر الحالة العقلية والنشاط الذهني ولكن هذه الآثار نادرة وقليلة وإذا حصلت فهي تحصل عند المرضى كبار السن الذين لديهم أصلاً مشاكل صحية سابقة. • الأدوية المضادة للالتهاب والحمل والرضاعة: في الواقع أننا لاننصح بتناول هذه الأدوية أثناء فترة الحمل أوالرضاعة. وعلى الرغم من أن بعض الأنواع يمكن تناولها خلال فترة الحمل والرضاعة إلا أننا دائماً ماننصح المريضة بمراجعة طبيبة النساء والولادة وأخذ رأيها قبل تناول هذه الأدوية. تأتي بعبوات مختلفة قوية وفعالة في الواقع أن الأدوية المضادة للالتهابات هي أدوية قوية وفعالة في علاج المشاكل التي ذكرناها سابقاً ولكن يجب توخي الحرص عند تناولها كما يجب استشارة الطبيب إذا ما اضطر المريض لتناولها لأكثر من عشرة أيام. وفيما يلي بعض الأشياء التي يجب على المريض ذكرها لطبيبه عند مراجعة الطبيب قبل وصف هذه الأدوية وهي تتضمن التالي : 1.أي تاريخ مرضي لتقرحات في المعدة أونزيف من الفم أو عند البراز. 2.أي آلام في المعدة أو غثيان أو شعور بحرقان في المعدة. 3.إذا كان هناك تاريخ مرضي لفقر الدم. 4.إذا كان هناك تاريخ مرضي لأمراض الدم أو الأدوية المسيلة للدم. 5.إذا كان هناك تاريخ مرضي لتناول الكحول حيث أن هذه الأدوية قد تؤدي عند دمجها بالكحول إلى زيادة احتمال النزيف من المعدة. 6.إذا كان هناك تاريخ مرضي لارتفاع شديد في ضغط الدم. 7.إذا كان هناك تاريخ مرضي لأمراض الكلى أو الكبد أو القلب. 8.إذاكان هناك تاريخ مرضي لوجود تورم في الساقين أو عند تناول الأدوية المدرة للبول. 9.إذا كان هناك تاريخ مرضي لمرضى السكري أو إذا كان المريض يتاول أصلاً الأدوية المضادة للإلتهابات. هذه الأدوية معروفة لدى كثير من المرضى وعلى الرغم من أن هذه الأدوية لها مضاعفات جانبية محتملة كما ذكرنا سابقاً فإنه يجب التنويه بأنها كثيرة الاستخدام وشائعة جداً ومفيدة جداً في علاج مختلف أمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري وهي آمنة في الغالبية العظمى من المرضى عندما يتم تناولها تحت إشراف الطبيب وبالجرعات المحددة وللمدة التي يحددها الطبيب. ولذلك فإن الغرض من هذه المقالة هو ليس تخويف الناس أو تهويل الآثار الجانبية أو منعهم من تناول هذه الأدوية ولكن الهدف هو توعيتهم بالآثار المحتملة لكي لا يتم تناولها عن طريق صديق أو قريب أو بدون وصفة طبية أو لفترات طويلة من دون استشارة الطبيب وكذلك لكي لا يتم الخلط بينها حيث أن كثيراً من المرضى لا يعرف بأن هذا الدواء هو نفس هذا الدواء بدون عرضه على الطبيب. كما يجب التنبيه أنه في الحالات المرضية المزمنة التي تستدعي تناول هذه العقاقير بشكل كبير وعلى فترات طويلة وفي حال فشل هذه العقاقير بالتحكم بالأعراض فإنه يجب على المريض وعلى الطبيب الأخذ بعين الإعتبار للطرق البديلة في العلاج مثل المراهم الخارجية واللزقات الموضعية والإبر الموضعية والمفصلية بجميع أنواعها وحتى التدخل الجراحي. لأن الاستمرار في تناول الأدوية مع العلم بضررها تفوق مخاطره التدخل الجراحي عند كثير من الناس. مع تمنياتنا للجميع بدوام العافية.