كثير من الناس يعانون من آلام المفاصل والعضلات والهيكل العظمي نتيجة العديد من الأمراض التي تصيب أجزاء الجسم مثل الإصابات الرياضية وخشونة المفاصل مثل خشونة مفصل الورك أو مفصل الركبة التي هي من الأمراض الشائعة والتي تسبب آلاماً شديدة. وفي كثير من الناس تكون هذه الآلام مزمنة مما يؤدي إلى أن يحتاج المريض لاستخدام الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهاب بشكل يومي أو شبه يومي ليستطيع السيطرة على آلامه وممارسة حياته بشكل طبيعي. وعلى الرغم من أن هذه الأدوية آمنة بصفة عامة خصوصاً إذا تم تناولها تحت إشراف الطبيب إلا أنه في كثير من الأحيان قد تحدث هناك آثار جانبية عند بعض المرضى نتيجة الاستمرار في استخدام هذه الأدوية. وفي كثير من الأحيان يقوم المريض أو المريضة بزيارة أكثر من طبيب وفي كل مرة يتم وصف علاج مشابه من الناحية العقارية للعلاج الذي وصفه الطبيب الآخر وعندما يتناول المريض هذه الأدوية مع بعضها فإن ذلك يؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية واحتمال المضاعفات. وفيما يلي سوف نتناول بالتفصيل كيفية عمل الأدوية المعروفة بالأدوية المضادة لالتهاب المفاصل ( (NSAIDوالتي يعرفها العامة بأدوية الروماتيزم أو أدوية الآلام أو أدوية المفاصل. كذلك سوف نحاول معرفة آثارها الجانبية المحتملة والطرق التي يجب على المريض أو المريضة اتباعها لتفادي مثل هذه الآثار. الأدوية المضادة للالتهابات وهذه الأدوية معروفة لدى كثير من المرضى وتأتي بعبوات مختلفة ومن شركات مختلفة من جميع أنحاء العالم بل أن بعضها مصنّع محلياً أو في بعض الدول العربية ومن الأمثلة على هذه الأدوية عقار البروفين (Brufen) و الفولترين (Voltarin) والنبروكسين (Naproxin) والسليبركس (celebrex) و الموبك (Mobic) والزيفو (xefo). وهي كلها تنتمي إلى نفس العائلة المعروفة بالأدوية المضادة للالتهاب غير الإسترودية (NSAIDS). كيف تعمل هذه الأدوية؟ في الواقع أن هذه العائلة من الأدوية هي ذات مفعول عقاري دوائي يعمل على الخفض من حدة الالتهابات وبالتالي فهي تؤدي إلى خفض الحرارة والألم عن طريق إيقاف صناعة بعض الإنزيمات والبروتينات التي يصنعها الجسم خلال مرحلة الالتهاب. وهذه الأدوية تعمل عن طريق منع صناعة نوع من البروتينات يسمى البورستجلاندين (prostaglandins). ومع منع صناعة وتراكم هذا البروتين غيره من الإنزيمات في الجسم فإن ذلك يؤدي إلى التخفيف والتقليل من حدة الالتهابات الموجودة سواء في المفاصل أو في العضلات أو أي مكان آخر في الجسم .ولذلك فإنها عملياً ليست مسكنة للآلام فقط مثل عقار البنادول والباراستامول وغيرها وإنما هي في الواقع أدوية مضادة للالتهابات ونتيجة لمقاومة الالتهابات فإنها تؤدي إلى تقليل الألم. وهنا يجب أن نفرق بين الأدوية المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية. فالمضادات الحيوية (Antibiotics) هي مقاومة للبكتيريا تعمل عن طريق قتل البكتيريا فهي مضادات حيوية وليست مضادة للالتهاب كالأدوية التي نناقشها . لماذا تستخدم الأدوية المضادة للالتهابات الأدوية المضادة للالتهابات التي نناقشها هنا تساعد على تخفيف الآلام والحرارة وكذلك تساعد على تخفيف الإنتفاخ و الإلتهابات الناتجة عن الإصابات بمختلف أنواعها وخشونة المفاصل والتهابات العضلات. بل أن بعضها له خاصية قوية بحيث أنه يساعد على التقليل من آلام الدورة الشهرية. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن بعض منها عندما يتم تناوله بجرعة بسيطة مثل عقار الأسبرين فإنه يؤدي إلى التخفيف من الجلطات في القلب. ولكن بصفة عامة فإن استخدامها الأكبر هو في علاج التهابات العضلات والمفاصل. بل أنه عند معالجة بعض الأمراض مثل خشونة الركبة يضطر المريض إلى استخدامها لفترات طويلة تستمر إلى أشهر أو إلى سنوات كل حسب شدة مرضه. وهذه هي الفئة من المرضى التي يجب عليها توخي الحرص من الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية. الآثار الجانبية 1. الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي: في الواقع أن الغالبية العظمى من الأدوية المضادة للالتهاب لها آثار جانبية تختلف شدتها من نوع إلى آخر على الجهاز الهضمي. ومن أهم هذه الآثار الجانبية هو التأثير السلبي على المعدة والمريء حيث إن الكثير من هذه الأدوية تؤدي إلى خلل في عمل عصارة المعدة وتؤدي إلى تقليل كثافة الإفرازات الحامية لجدار المعدة مما يؤدي إلى ظهور تقرحات وهيجان والتهابات في المعدة تجعل المريض يشعر بحرقان آلام مع الأكل. بل أنه في بعض الأحيان تكون هذه التقرحات شديدة ويصاحبها استفراغ بدم أو نزول دم قديم عن طريق البراز. والواقع أن أحد أهم الأسباب المؤدية إلى تقرحات المعدة في جميع أنحاء العالم هو الاستخدام المزمن للأدوية المضادة للالتهابات. بالإضافة إلى مشاكل المعدة فإن هذه الأدوية قد تؤدي إلى انتفاخ في البطن أو إلى غازات أو إلى صعوبة في الهضم أو إلى إسهال أو إمساك. كما أن الشعور بالغثيان هو أمر شائع نتيجة استخدام هذه الأدوية. وكلما إزدادت كمية الأدوية التي يأخذها المريض وإزدادت المدة الزمنية التي يتناولها فإن فرص الإصابة بهذه الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي تزداد. ولذلك فإننا دائما ً ننصح المرضى بأخذ هذه الأدوية بعد الوجبات أو خلال الوجبات وأن لا يتم تناولها على معدة فارغة وأن يقوم المريض بأخذ دواء حماية للمعدة إذا كانت معدته من النوع الحساس أو كان يعاني من مشاكل سابقة في المعدة والجهاز الهضمي. كما أن بعض هذه الأدوية آثارها الجانبية المحتملة على الجهاز الهضمي تكون أقل من البعض الآخر مثل عقار السليبركس الذي تكون آثاره الجانبية على المعدة أقل من العقارات الأخرى. كما يجب إرشاد المريض إلى ضرورة التوقف عن تناول هذه الأدوية ومراجعة الطبيب في أقرب فرصة إذا أصبحت الآثار الجانبية التي ذكرناها سابقاً شديدة ومزعجة واستمرت لأكثر من بضعة أيام.