ولد ستيف بول جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير/ شباط 1955 لابوين غير متزوجين كانا حينها طالبين في الجامعة. وعرضه والداه، عبد الفتاح الجندلي السوري الأصل وجوان شيبل، للتبني، فتبناه زوجان من كليفورنيا هما بول وكلارا جوبز. وفي مسقط رأس والده مدينة حمص التي تعيش اوضاعا صعبة نتيجة العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الامن السورية ضد معارضي الحكم يرى العديد من ابناء المدينة ان جوبز هو واحد منهم. وقد شهد موقع تويتر حركة نشطة مع الاعلان عن وفاة جوبز وترك العديد من السوريين تعليقات على موت جوبز. فكتب احدهم "الموت اخطأ وغيب السوري الخطأ" بينما كتب اخر "انه عالم مثير للقرف بينما يغيب الموت جوبز بمرض السرطان وسرطان سورية بشار الاسد يستمر". ويرى بعض السوريين انه جوبز ما كان ان يحقق ما حققه لو عاش في مسقط رأس والده سورية التي تحكمها عائلة الاسد منذ اكثر من اربعة عقود من الزمن. وتحدث عبد الفتاح كيف رفض والد زوجته زواج ابنته من رجل سوري مما اضطرهم الى التخلي عن ستيف لاسرة جوبز. وقال "توجهت جوان حتى دون ان تعلمني او اي احد الى مدينة سان فرانسيسكو لكي تلد هناك لكي لا تجلب العار لعائلتها ورأت ان هذا افضل لجميع الاطراف". وبعد أشهر من تبنيه من قبل عائلته الجديدة، تزوج والده عبد الفتاح الجندلي من أمه جوان وانجب طفلة سماها منى. ولم يدرك عبد الفتاح ان رئيس ابل هو ابنه. كما لم تعلم منى بوجود أخ لها إلى أن بلغت سن الرشد. نشأ جوبز في منزل العائلة التي تبنته في المنطقة التي صارت تعرف لاحقا باسم "وادي السيليكون" وهي مركز صناعات التكنولوجيا الأمريكية. واثناء دراسته في المرحلة الثانوية حصل جوبز على وظيفة خلال العطلة الصيفية في مصنع تابع لشركة "اتش بي" العملاقة للالكترونيات في مدينة بالو التو، حيث تعرف على طالب آخر هو ستيف ووزنياك. ترك جوبز الجامعة التي كان يدرس فيها بعد فصل دراسي واحد والتحق بالعمل مع شركة أتاري المصنعة لألعاب الفيديو، وكان يهدف لتوفير المال اللازم للسفر إلى الهند. عاد جوبز من رحلته إلى الهند برأس حليق وهو يرتدي جلبابا هنديا حيث تحول إلى البوذية هناك وظل نباتيا طوال حياته. عاد جوبز للعمل في شركة اتاري وانضم إلى ناد محلي للكمبيوتر مع صديقه ستيف ووزنياك الذي كان يصمم كمبيوتره الخاص حينها. وفي عام 1976 استطاع جوبز اقناع متجر محلي للكمبيوترات بشراء 50 جهاز من اجهزة ووزنياك قبل صنعها. وبواسطة أمر الشراء تمكن من إقناع احد موردي الاكترونيات بإمداده بمكونات تلك الكمبيوترات التي يسعى لصنعها. وهكذا استطاع جوبز انتاج الكمبيوتر الجديد الذي أطلق عليه "أبل 1" من دون الحاجة للاقتراض من أية جهة أو أن يمنح جزء من أسهم شركته لشخص آخر. لكن تطوير هذا الكمبيوتر كان مكلفا جدا، مما دفع جوبز مايك ماركولا -وهو مستثمر محلي في كالفورنيا- بتوفير مبلغ 250 ألف دولار. وهكذا استطاع الثلاثة، جوبز وووزنياك وماركولا، تكوين شركة أبل. النقلة الثانية وكان جهاز "أبل 2" مختلفا عن بقية الأجهزة المتداولة في تلك الفترة، حيث كان يأتي مكتملا من دون الحاجة إلى تجميع اجزائه المختلفة. وحقق الجهاز الجديد نجاحا فوريا وشكل بداية عهد الكمبيوتر الشخصي وحقق مبيعات بأكثر من ستة ملايين وحدة قبل إيقاف انتاجه عام 1993. في عام 1984 دشن جوبز جهاز ماكينتوش. وبعد النجاح الكبير لأجهزة أبل حدث خلاف كبير بين جوبز ومديري الشركة ما اضطره إلى ترك الشركة في عام 1985. وأسس شركة (نكست) لأجهزة الكمبيوتر أيضا، وبعد فترة تداعت مجموعة ابل الى ان عاد الى قيادتها في 1997. وكانت النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا وبدأت عام 2000 هي تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواجا. وتشتمل هذه السلسلة على أجهزة (آيبود) و (آيفون) و (آي باد) ومتجر (آي تيونز) الموسيقي العملاق ومتجر (أبل ستور) الذي يوفر لمستخدمي (آي فون) تطبيقات هائلة تغطي كل مناحي الحياة.